وقوله: ﴿أَنْ تَوَلَّوْهُمْ﴾ القول فيه كالقول في ﴿أَنْ تَبَرُّوهُمْ﴾، والأصل: أن تتولوهم، فحذف إحدى التاءين تخفيفًا.
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١٠) وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (١١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿مُهَاجِرَاتٍ﴾ نصب على الحال من ﴿الْمُؤْمِنَاتُ﴾، و ﴿مُؤْمِنَاتٍ﴾ مفعول ثان لعلمتم.
وقوله: ﴿فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ﴾ رَجَعَ يتعدى ومصدره رَجْعٌ، ولا يتعدى ومصدره رُجوعٌ، وهنا متعدٍ.
وقوله: ﴿أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ﴾ أي: في أن تنكحوهن، فحذف الجار.
وقوله: ﴿ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ﴾ المنوي في ﴿يَحْكُمُ﴾ لله جل ذكره، أو للحكم على جعل الحكم حاكمًا (١)، على وجه المبالغة، كقولهم: نهارك صائم، وليلك قائم، وكفاك دليلًا: ﴿بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾ (٢) وقد جوز أن يكون كلامًا مستأنفًا، وأن يكون حالًا من ﴿حُكْمُ اللَّهِ﴾ على حذف الضمير إن جعلت المنوي فيه لله تعالى، أي: يحكمه الله، وإن جعلت للحكم فلا.
وقوله: ﴿فَعَاقَبْتُمْ﴾ الجمهور على الألف وفتح القاف مخففًا، أي: أصبتم منهم عقبى، أي: غنيمة وظفر، وقيل: عاقبتم من العقوبة، يعني
(٢) سورة سبأ، الآية: ٣٣.