قوله عز وجل: ﴿فِي صَرَّةٍ﴾ في موضع نصب على الحال من "سارة"، أي: فجاءت صارّةً. وقيل: أقبلت هنا بمعنى جعلت، وليس من الإقبال الذي هو ضد الإدبار، وإنما هو من قولهم: أقبل يفعل كذا، كما تقول: جعل يفعل كذا (١). والصَّرَّةُ: الضجة، أو الصيحة الشديدة، يقال: صَرَّ يَصِرُّ صَرِيرًا، إذا صَوَّتَ، ومنه صَرِيرُ الباب والقلم وغيرهما، والصَّرة أيضًا: الجماعة، وبها فَسَّرَ هنا بعضُهم، أي: فأقبلت في جماعة من النساء كن عندها لتراهم. وتسمع كلامهم.
وقوله: ﴿عَجُوزٌ﴾ أي: أنا عجوز.
وقوله: ﴿لِنُرْسِلَ﴾ من صلة ﴿أُرْسِلْنَا﴾. و ﴿مُسَوَّمَةً﴾ يجوز أن تكون صفة لحجارة، وأن تكون حالًا من المنوي في قوله: ﴿مِنْ طِينٍ﴾، و ﴿عِنْدَ﴾ مِن صلة ﴿مُسَوَّمَةً﴾.
وقوله: ﴿لِلَّذِينَ﴾ يجوز أن يكون من صلة ﴿وَتَرَكْنَا﴾، وأن يكون من صلة محذوف على أنه نعت لـ ﴿آيَةً﴾.
﴿وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (٣٨) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (٣٩) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (٤٠) وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (٤١) مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (٤٢) وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (٤٣) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (٤٤) فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ (٤٥) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (٤٦) وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (٤٧) وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (٤٨)﴾:

(١) هذا القول للفراء ٣/ ٨٧. والطبري ٢٦/ ٢٠٩ قالا: كقول القائل: أقبل يشتمني. بمعنى: أخذ في شتمي.


الصفحة التالية
Icon