الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (١٣)}:
قوله عز وجل: ﴿يُبَايِعْنَكَ﴾ في موضع الحال من ﴿الْمُؤْمِنَاتُ﴾، أي: بائعات. و ﴿يَفْتَرِينَهُ﴾ إما في موضع جر على الصفة لـ (بهتان)، أو نصبٍ على الحال من ضمير الفاعل.
وقوله: ﴿بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ﴾ يجوز أن يكون من صلة ﴿يَأْتِينَ﴾، وأن يكون من صلة محذوف على أنه صفة بعد صفة لـ (بهتان) (١)، وقد جوز أن يكون من صلة ﴿يَفْتَرِينَهُ﴾، وهو بعيد من جهة المعنى، لأن المعنى: لا يأتين بولد في غير الفراش فينسبنه إلى الفراش.
وقوله: ﴿قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ﴾ (مِن) الأولى: من صلة ﴿يَئِسُوا﴾، أي: يئسوا من ثواب الآخرة وعقابها، لأنهم لا يؤمنون بها.
وأما الثانية: فيجوز أن تكون من صلة ﴿يَئِسَ﴾ أي كما يئس الكفار من موتاهم أن يُبعثوا أو يَرجعوا أحياء، وأن تكون من صلة محذوف على أنه في موضع نصب على الحال من الكفار، أي: كائنين من أصحاب القبور، والمعنى: يئسوا من البعث كما يئس أسلافهم المقبورون منه في حياتهم، وأما في حين موتهم فقد أيقنوا به، لأن الكافر يعاين الحقائق عند موته كما يعاينها المؤمن الموحِّد.
ومحل الكاف النصب على أنه نعت لمصدر محذوف. و (ما) مصدرية، أي: يأسا مثل يأس الكفار، والله تعالى أعلم بكتابه.
هذا آخر إعراب سورة الممتحنة
والحمد لله وحده

(١) في الأصول: (برهان).


الصفحة التالية
Icon