وقوله: ﴿وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ﴾ مبتدأ أيضًا والخبر محذوف، إذ ليس له خبر في اللفظ، والتقدير: والنساء اللاتي لَمْ يحضن لصغرهن أو لِعِلَّةٍ بهنَّ فعدتهن أيضًا ثلاثة أشهر، فحذف الخبر لأنَّ خبر المبتدأ الأول يدلُّ عليه.
وقوله: ﴿وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ﴾ مبتدأ، وقوله: ﴿أَجَلُهُنَّ﴾ يجوز أن يكون مبتدأ ثانيًا، و ﴿أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ﴾ خبره، والجملة خبر المبتدأ الأول، وأن يكون بدلًا من (أولاتُ) وهو بدل الاشتمال، و ﴿أَنْ يَضَعْنَ﴾ الخبر، وأن مع الفعل بتأويل المصدر، أي: أَجَلُهُنَّ وَضْعُ حملهن، و (أولاتُ) واحدتها (ذات) (١).
﴿أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى (٦) لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (٧)﴾:
قوله عز وجلَّ ﴿أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ﴾: قال الزمخشري: ﴿مِنْ﴾ الأولى للتبعيض، والمبعض محذوف، والمعنى: أسكنوهن مكانًا من حيث سكنتم، أي: بعضُ مكانِ سُكْناكم، والثانية: عطف بيان لقوله: ﴿مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ﴾ وتفسير له، كأنه قيل: أسكنوهن مكانًا من مسكنكم مما تطيقونه، انتهى كلامه (٢).
وقيل: الأولى لابتداء الغاية (٣)، والثانية لبيان الجنس.
(٢) الكشاف ٤/ ١١٠ - ١١١.
(٣) قاله العكبري ٢/ ١٢٢٧.