وقوله: ﴿وَكُتُبِهِ﴾، قرئ: بالألف على التوحيد، على إرادة الإنجيل، أو الجنس، وبغير ألف على الجمع (١)، وهو الأصل لأنَّ الكتب المنزلة جماعة، وهي صدّقت بجميعها، فاعرفه.
وقوله: ﴿مِنَ الْقَانِتِينَ﴾ قد جوز أن تكون ﴿مِنَ﴾ للتبعيض، وأن تكون لابتداء الغاية على أنَّها ولدت منهم (٢). قيل: وإنما قيل: ﴿مِنَ الْقَانِتِينَ﴾ على التذكير، لأنَّ الذين يقنتون فيهم المذكور، فغلّب المذكور على الإناث تفضيلًا لهم (٣)، وكذا قوله: ﴿مَعَ الدَّاخِلِينَ﴾ لأنَّ الدخول صفة تقع على القبيلين. والله تعالى أعلم بكتابه.
هذا آخر إعراب سورة التحريم
والحمد لله وحده
(١) كلاهما من المتواتر، فقد قرأ البصريان، وحفص عن عاصم: (وكتبه) بغير ألف على الجمع وقرأ الباقون: (وكتابه) بألف على التوحيد. انظر السبعة / ٦٤١/. والحجة ٦/ ٣٠٤. والمبسوط / ٤٤٠/. والتذكرة ٢/ ٥٩٢.
(٢) أي من القانتين، وانظر الوجهين في الكشاف ٤/ ١١٩.
(٣) كذا عللها الزمخشري في الموضع السابق دون عبارة (تفضيلًا لهم). وقال النحاس ٣/ ٤٦٨: (من القانتين): أي من القوم القانتين، أقيمت الصفة مقام الموصوف.
(٢) أي من القانتين، وانظر الوجهين في الكشاف ٤/ ١١٩.
(٣) كذا عللها الزمخشري في الموضع السابق دون عبارة (تفضيلًا لهم). وقال النحاس ٣/ ٤٦٨: (من القانتين): أي من القوم القانتين، أقيمت الصفة مقام الموصوف.