﴿وَهُوَ حَسِيرٌ﴾ الواو للحال، و ﴿حَسِيرٌ﴾ فعيل بمعنى فاعل، من الحسور وهو الإعياء، يقال: حسر، إذا أعيا، فهو حاسر وحسير، [أو بمعنى مفعول من حَسَره] (١).
﴿وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (٥) وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٦) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (٧) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (٨) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (٩) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (١٠) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (١١)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ﴾ في الضمير المنصوب وجهان:
أحدهما: يعود إلى السماء، وفي الكلام على هذا حذف مضاف تقديره: وجعلنا شُهبها.
والثاني: يعود إلى المصابيح، قال أبو علي: التي ترجم بها الشياطينُ شهاب ينفصل عن الكواكب محرق، وهو الذي تُرْجَمُ به الشياطينُ، والكواكب قارَّة في الفَلَكِ على حالها لا تزول.
واختلف في الرجوم، فقيل: جمع رَجْم بسكون الجيم، وهو مصدرٌ جُمِعَ لاختلاف أصنافه. وقيل: جَمْعُ رَجَمِ بفتح الجيم، وهو بمعنى المرجوم، كالقبض بمعنى المقبوض. وقيل: جمع راجم، كجلوس وقعود في جمع جالس وقاعد.
وقوله: ﴿وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ﴾ الجمهور على رفع قوله: