﴿فَاكِهِينَ﴾، ونصبه على الحال من المستكن في الظرف والظرف مستقر، وقرئ: (فاكهون) بالرفع (١)، على أنه خبر ﴿إِنَّ﴾ والظرف ملغى، ويجوز أن يكون مستقرًا، ويكون (فاكهون) خبرًا بعد خبر، والأول أمتن وهو أن يكون الظرف لغوًا.
وقوله: ﴿بِمَا آتَاهُمْ﴾ من صلة ﴿فَاكِهِينَ﴾، أي: متلذذين بسبب ما آتاهم ربهم.
وقوله: ﴿وَوَقَاهُمْ﴾ جوز أن يكون عطفًا على الظرف وهو ﴿فِي جَنَّاتٍ﴾، لأن التقدير: استقروا فيها. أو على ﴿آتَاهُمْ﴾ على أن تجعل (ما) مصدرية، والتقدير: متلذذين بايتائهم ربهم ووقايتهم عذاب الجحيم، وأن تكون الواو للحال، و (قد) بعدَها مرادة.
﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٩) مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (٢٠) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (٢١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا﴾ أي: يقال لهم ذلك. وفي انتصاب قوله: ﴿هَنِيئًا﴾ وجهان، أحدهما: نعت لمصدر محذوف، أي: أكلًا وشربًا هنيئًا. والثاني: مصدر مؤكد لفعله، وهو محذوف تقديره: هنأكم الأكل والشرب، أو هنأكم ما كنتم تعملون، أي: جزاء ما كنتم تعملون هنيئًا، وفعيل في المصادر كثير، كالنسيب والنكير، والباء يجوز أن تكون من صلة ﴿هَنِيئًا﴾، وأن تكون من صلة ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا﴾ إن قَدَّرْتَ: هنأكم الأكل والشرب.
وقوله: ﴿مُتَّكِئِينَ﴾: نصب على الحال من الضمير في {كُلُوا