﴿عَلَيْنَا﴾ من صلة ﴿أَيْمَانٌ﴾، وقرئ: (بالغةً) بالنصب (١)، ونصبها على الحال إما من المنوي في ﴿لَكُمْ﴾ على مذهب صاحب الكتاب رحمه الله؛ لأنه خبر عن ﴿أَيْمَانٌ﴾، وإما من ﴿أَيْمَانٌ﴾ على رأي أبي الحسن رحمه الله، وجاز أن يكون حالًا منها وإن كانت نكرة؛ لأنَّها قد خصصت بقوله: ﴿عَلَيْنَا﴾، وإما من المستكن في ﴿عَلَيْنَا﴾ إن جعلته وصفًا للأيمان، وإن جعلته من صلة ﴿أَيْمَانٌ﴾ فلا، والعامل فيها الظرف نفسه: إما الأول، وإما الثاني.
وقوله: ﴿إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ قد جوز أن يكون من صلة المقدر في الظرف، أي: هي ثابتة لكم علينا إلى يوم القيامة، وأن يكون من صلة ﴿بَالِغَةٌ﴾ على أنَّها تَبْلُغُ ذلك اليوم وتنتهي إليه.
وقوله: ﴿إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ﴾ كسرت إنَّ؛ لأنَّها جواب قوله: ﴿أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا﴾ حملًا على المعنى، لأنَّ معنى ﴿أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا﴾ أم أقسمنا لكم، وهي تُكْسَرُ في جواب القسم على أنَّها معمولة ﴿تَدْرُسُونَ﴾. وقيل: بل كسرت لأجل اللام في ﴿لَمَا﴾ (٢). وإن شئت قلت: على الاستئناف.
﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (٤٢) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ (٤٣) فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (٤٤) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (٤٥) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (٤٦) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (٤٧)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ﴾ يجوز أن يكون ظرفًا لقوله: ﴿فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ﴾ (٣) في ذلك اليوم، وأن يكون مفعولًا به، على: اذكر ذلك اليوم،
(٢) قدم صاحب البيان ٢/ ٤٥٤ - ٤٥٥ هذا القول على سابقه.
(٣) من الآية (٤١).