تدعو لظى من أدبر عن الإيمان وتولى عن الطاعة إلا المصلين الذين من صفتهم كيت وكيت.
وقوله: ﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ﴾ عطف على ﴿الْمُصَلِّينَ (٢٢) الَّذِينَ﴾ عطف الصفة على الصفة، كما تقول: أتاني فلان الجواد والعالم، أي: اجتمع فيه الجود والعلم، ولو حذف العاطف فقيل: أتاني فلان الجواد العالم لأفاد هذا المعنى، وكذا هنا لو قيل: الذين هم على صلاتهم دائمون الذين في أموالهم، بغير عاطف لأفاد هذا المعنى أيضًا، لأن الوصف له من التبعة للموصوف والاختلاط به ما للعاطف مع المعطوف، فاعرفه فإنه من كلام المحققين من أصحابنا، وكذا ما بعده من الموصول عَطْفٌ على الموصول الأول إلى قوله: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾.
وقوله: ﴿أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ﴾ أي الموصوفون بهذه الصفات.
وقوله: ﴿فِي جَنَّاتٍ﴾ يجوز أن يكون من صلة ﴿مُكْرَمُونَ﴾، وأن يكون من صلة محذوف على أن يكون خبرًا بعد خبر لـ ﴿أُولَئِكَ﴾.
﴿فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (٣٦) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (٣٧) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (٣٨) كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (٣٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (٣٦) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ﴾ (ما) استفهام في موضع رفع بالابتداء، و (للذين) الخبر، والاستفهام بمعنى الإنكار، و ﴿قِبَلَكَ﴾ ظرف مكان، وهو يجوز أن يكون ظرفًا للظرف، وأن يكون ظرفًا لـ ﴿مُهْطِعِينَ﴾، وأن يكون في موضع الحال من المنوي في (للذين)، أي: فما لهم ثابتين قبلك. و ﴿مُهْطِعِينَ﴾: إما حال بعد حال، أي: أي شيء في حال إسراعهم؟ والإهطاع: الإسراع، وإما حال من المستكن في ﴿قِبَلَكَ﴾ إن جعلته حالًا وإلا فلا.
و﴿عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ﴾ يجوز أن يكون من صلة ﴿مُهْطِعِينَ﴾، وأن