دَيَّارٌ، أي أحد. وفيه وجهان:
أحدهما: لا تترك على الأرض منهم ساكنَ دارٍ، فَدَيَّار على هذا: فَيْعَالٌ من الدَّار، وأصل دَارٍ: دَوَرَ، فقلبت الواو ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها. وأصل دَيَّارٍ: دَيْوار، لأنه فَيْعَال من الدار، والواو إذا وقعت بعد ياء ساكنة قبلها فتحة، قلبت ياء وأدغمت كما فعل بأَيّام وقَيّام ونحوهما (١).
والثاني: هو فيعال [من الدوران، أي أحدًا يدور في الأرض]. وأنكر بعضهم ذلك وقال: لو كان من الدوران لم يبق على الأرض جني ولا شيطان، وليس المعنى على ذلك، وإنما المعنى: أَهْلِكْ كُلَّ ساكنِ دارٍ من الكفار، أي: كل إنسي منهم، ولا يجوز أن يكون فعّالًا، لأنه لو كان كذلك لكان دَوَّارًا (٢).
وقوله: ﴿يُضِلُّوا﴾ مجزوم لكونه جواب الشرط وهو ﴿إِنْ تَذَرْهُمْ﴾. ﴿وَلَا يَلِدُوا﴾: عطف على و ﴿يُضِلُّوا﴾. ﴿مُؤْمِنًا﴾ حال من المنوي في ﴿دَخَلَ﴾. و ﴿تَبَارًا﴾ مفعول ثان لـ ﴿تَزِدِ﴾، والله تعالى أعلم بكتابه.
هذا آخر إعراب سورة نوح عليه الصلاة والسلام
والحمد لله وحده
(٢) انظر مشكل مكي ٢/ ٤١٣. والكشاف ٤/ ١٤٥. والبيان ٢/ ٤٦٥.