وقوله: ﴿وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا﴾ أي: تَبتُّلًا، وإنما وضع التبتيل موضع التبتل مع أن معناهما واحد، لأجل مشاكلة رؤوس الآي.
وقوله: ﴿رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ﴾ قرئ: برفع الباء (١)، إما على الابتداء، والخبر ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾، أو على إضمار مبتدأ، أي: هو رب المشرق.
وبجرها (٢)، إما على البدل من (رَبِّكَ)، كأنه قيل: واذكر اسم ربِّ المشرق، وإما على النعت له، وإما على القسم بإضمار حرفه، كما تقول: اللهِ لأفعلنَّ، وجوابه: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾، كقولك: والله لا أحد فيها إلا زيدٌ. ويجوز في الكلام نصبه (٣)، إما على البدل من ﴿اسْمَ﴾، أو على إضمار أعني، أو اتخذْ ربَّ المشرق، يدل عليه: ﴿فَاتَّخِذْهُ﴾، أو على المدح.
وقوله: ﴿وَكِيلًا﴾ مفعول ثان.
﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (١٠) وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (١١) إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (١٢) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (١٣) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا (١٤)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ﴾ (والمكذبينَ) يجوز أن يكون عطفًا على ياء النفْس، وأن يكون مفعولًا معه، والأول أحسن لأن شرط باب المفعول معه، أن يكون فعله لازمًا.
و﴿النَّعْمَةِ﴾ بفتح النون: التَّنعُّم، وبكسرها: الثروة، وبضمها: السرور. والجمهور على فتحها.
(٢) هذه قراءة الباقين من العشرة. انظر السبعة / ٦٥٨/. والحجة ٦/ ٣٣٦. والمبسوط / ٤٥١/. والتذكرة ٢/ ٦٠٢. والنشر ٢/ ٣٩٣.
(٣) بل هي قراءة مروية عن زيد بن علي كما في البحر ٨/ ٣٦٣. والدر المصون ١٠/ ٥٢٣.