اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٠)}:
قوله عز وجل: (إنَّ رَبَّكَ يعلَمُ أنَّكَ تقُومُ أدنى مِن ثُلُثَي اللَّيلِ ونِصفِهِ وثُلثِهِ) قرئ: بجر (نصفِهِ وثلثِهِ) (١) عطفًا على المجرور قبلهما، وهو ﴿ثُلُثَيِ﴾ على معنى: أنك تقوم في الليل للصلاة أقل من الثلثين وأقل من النصف والثلث. وقرئا بالنصب (٢) عطفًا على المنصوب قبلهما، وهو ﴿أَدْنَى﴾، على معنى: أنك تقوم أقل من الثلثين وتقوم النصف والثلث، وقيل: أدنى بمعنى أقرب (٣).
وقوله: ﴿وَطَائِفَةٌ﴾ عطف على المنوي في ﴿تَقُومُ﴾، وجاز هذا من غير توكيد، لأجل الفصل بينهما، فجرى ذلك مجرى التوكيد، والمعنى: تقوم أنت، وتقوم معك طائفة من أصحابك.
وقوله: ﴿عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ﴾ (أن) مخففة من الثقيلة، أي أنه، وكذا ﴿عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ﴾ (أن) مخففة من الثقيلة، أي: علم أن الأمر أو الشأن سيكون منكم مرضى، والسين عوض من تخفيفها وحذف اسمها، وقد مضى الكلام على هذا فيما سلف من الكتاب بأشبع ما يكون.
وقوله: ﴿وَآخَرُونَ﴾ عطف على ﴿مَرْضَى﴾. و ﴿يَبْتَغُونَ﴾ في موضع نصب على الحال من الضمير في ﴿يَضْرِبُونَ﴾.
وقوله: ﴿تَجِدُوهُ﴾ مجزوم على جواب الشرط. ﴿هُوَ خَيْرًا﴾ خيرًا: مفعول ثان لـ ﴿تَجِدُوهُ﴾. و ﴿هُوَ﴾ فصل وعماد، ويجوز أن يكون ﴿هُوَ﴾

(١) قرأها المدنيان، والبصريان، وابن عامر كما سوف أخرج.
(٢) قرأها الخمسة الباقون وهم: ابن كثير، والكوفيون. انظر القراءتين في السبعة / ٦٥٨/. والحجة ٦/ ٣٣٦. والمبسوط / ٤٥١/. والتذكرة ٢/ ٦٠٣.
(٣) قاله أبو عبيدة في المجاز ٢/ ٢٧٤.


الصفحة التالية
Icon