وقوله: ﴿يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ﴾ الجمهور على فتح الميم والفاء، وهو مصدر قولك: فَرَّ يَفِرُّ فِرَارًا ومَفَرًّا، وقرئ: بفتح الميم وكسر الفاء (١)، وذلك يحتمل أن يكون مكانًا وهو الموضع الذي يُفَرُّ إليه، وأن يكون مصدرًا كالمَرْجِع. وقرئ أيضًا: بكسر الميم وفتح الفاء (٢)، وهو الشخص الجيد الفرار، يقال: رجل مِطعن ومِضْرَب، إذا كان كثير الطعن والضرب، وكفاك دليلًا قول امرئ القيس:
٦١٣ - مِكَرٍّ مِفَرٍّ..... | .......... (٣) |
قوله عز وجل: ﴿لَا وَزَرَ﴾ خبر ﴿لَا﴾ محذوف، أي: لا ملجأ ثَمَّ، أو في الوجود.
وقوله: ﴿إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ﴾ (المستقر) مرفوع إما بالابتداء وخبره الظرف وهو ﴿إِلَى رَبِّكَ﴾، أو بالظرف على رأي أبي الحسن. و ﴿يَوْمَئِذٍ﴾:
(١) أي: (المَفِرُّ) ونسبت إلى ابن عباس - رضي الله عنهما -، وعكرمة، وأيوب السختياني، والحسن، وآخرين. انظر معاني الفراء ٣/ ٢١٠. وإعراب النحاس ٣/ ٥٥٦. ومختصر الشواذ / ١٦٥/. وإعراب القراءات ٢/ ٤١٥. والمحتسب ٢/ ٣٤١. والمحرر الوجيز ١٦/ ١٧٤. وزاد المسير ٨/ ٤١٩ - ٤٢٠. والقرطبي ١٩/ ٩٧.
(٢) أي: (المِفَرُّ). وقرأها الزهري كما في المحتسب، والمحرر الوجيز، والقرطبي المواضع السابقة.
(٣) من معلقته، وهو كاملًا:
وانظره في جمهرة أشعار العرب/ ١٣٢/. وشرح القصائد السبع الطوال/ ٨٣/. وشرح القصائد العشر للتبريزي/ ٥٦/.
(٢) أي: (المِفَرُّ). وقرأها الزهري كما في المحتسب، والمحرر الوجيز، والقرطبي المواضع السابقة.
(٣) من معلقته، وهو كاملًا:
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبل مدبر معًا | كجلمودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السيلُ من عَلِ |