لوجهين، أحدهما: التشاكل بين المعطوف والمعطوف عليه. والثاني: الإمام مصحف عثمان رضي الله عنه. وانتصابه بمضمر، أي: ويعذب الظالمين، أو نحوه مما يدل عليه سياق الكلام، نحو: أوعد، وكافى.
فإن قلت: المفسِّر هنا ﴿أَعَدَّ لَهُمْ﴾، فَلِمَ عدلت عنه إلى نحو ما ذكرت؟ قلت: أجل، الأمر كما زعمت وذكرت، غير أني عدلت عنه لسبب وهو تعديته بنفسه، يعضدني حرف ابن مسعود رضي الله عنه: (وللظالمين) بزيادة اللام (١)، على: وأعد للظالمين.
وقرئ: (والظالمون) بالرفع (٢) على الابتداء، وخبره الجملة التي بعده، والجملة معطوفة على ما قبلها، والله تعالى أعلم بكتابه.
هذا آخر إعراب سورة الإنسان
والحمد لله وحده

(١) انظر قراءته أيضًا في معاني الفراء ٣/ ٢٢٠ - ٢٢١. وجامع البيان ٢٩/ ٢٢٧. وإعراب النحاس ٣/ ٥٨٧. ومختصر الشواذ / ١٦٦/. والكشاف ٤/ ١٧٢. والمحرر الوجيز ١٦/ ١٩٥.
(٢) قرأها ابن الزبير، وأبان بن عثمان - رضي الله عنهم -، وابن أبي عبلة. انظر مختصر الشواذ/ ١٦٦/. والمحتسب ٢/ ٣٤٤. والمحرر الوجيز ١٦/ ١٩٥.


الصفحة التالية
Icon