عُسْرٍ وعُسُرٍ، وَنُكْرٍ وَنُكُرٍ.
وقوله: ﴿عَصْفًا﴾ مصدر مؤكد، ومثله ﴿نَشْرًا﴾، وكذا ﴿فَرْقًا﴾. و ﴿ذِكْرًا﴾: مفعول به.
وقوله: ﴿عُذْرًا أَوْ نُذْرًا﴾ قرئ: بضم الذال وإسكانها فيهما (١)، وفيهما وجهان:
أحدهما: مصدران لِعَذَرَهُ فيما صَنَعَ يَعْذِرُهُ عُذْرًا وعُذُرًا، وهو محو الإساءة. وأنذره، إذا خَوَّفَهُ، مخفَّفين كانا أو مثقَّلين، ويجوز أن يكونا جَمْعَين لعَذِير ونَذِير بمعنى الإعذار والإنذار، جُمعا لاختلاف أجناسهما، ولا خلاف في جمع المصدر إذا اختلف، وكفاك دليلًا: ﴿وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا﴾ (٢). وانتصابهما على هذا إما على المفعول له، أي: للإعذار والإنذار، وإما على البدل من ﴿ذِكْرًا﴾، أي: فالملقيات عذرًا أو نذرًا، وإما بنفس ﴿ذِكْرًا﴾، أي: فالملقيات أن ذَكَرَتْ عذرًا أو نذرًا، أو أن تذكر.
والثاني: كلاهما جَمْعٌ، إما جمع عاذر وناذر، كَبُزُلٍ في جمع بازلٍ بمعنى منذر، وإما جمع عَذُور ونَذُور، كصُبُر في جمع صبورٍ، بمعنى عاذر ومنذرٍ، وإما جمع عَذير ونَذير. وانتصابهما على هذا على الحال من المنوي في (الملقياتِ)، أي: عاذرين أو منذرين. والإسكان فيهما تخفيف إذا كانا جمعين.
﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (٧) فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (٨) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (٩) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (١٠) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (١١) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (١٢) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (١٣) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (١٤)﴾:
(٢) سورة الأحزاب، الآية: ١٠.