عنهم أنهم حين قيل لهم: انطلِقوا، انطلَقوا، لأنهم مضطرون إلى ذلك، لا يقدرون على الامتناع منه.
وقوله: ﴿لَا ظَلِيلٍ﴾ صفة لـ (ظل)، أي: غير ظليل، أي: هذا الظل لا يُظل من الحر، ولا يدفع من لهب النار شيئًا. وقيل: ﴿لَا ظَلِيلٍ﴾ أي: ليس ببارد، يقال: ظِلٌّ ظَلِيلٌ، إذا كان باردًا (١). وكذا ﴿وَلَا يُغْنِي﴾ في موضع جر على أنه نعت لظل، أي: وغير مغنٍ عنهم من حر اللهب شيئًا.
وقوله: ﴿كَالْقَصْرِ﴾ في موضع الصفة لـ (شرر)، أي: مِثْلُهُ في عِظَمِه، والشرر ما تطاير من النار في الجهات متفرقًا، قيل: وأصله الظهور، من قولهم: شررت الثوب، إذا أظهرته للشمس.
والجمهور على فتح القاف، وعن الشيخ أبي علي النحوي رحمه الله: أن القَصر هنا بمعنى القُصُور، وهي بيوت مِنْ آدم كانوا يضربونها إذا نزلوا على الماء (٢).
وقرئ: (كالقَصَر) بفتح القاف والصاد، وهي أعناق النخل، واحدها قَصَرَةٌ بالتحريك، والقَصَرة بفتحتين في اللغة أصل العنق. وقيل: أصول النخل المقطوعة.
وقرئ أيضًا: (كالقِصَرِ) بكسر القاف وفتح الصاد، وهي جمع قَصَرَة، كحاجة وحِوَج، عن أبي حاتم. أبو الفتح: وقالوا أيضًا: في حلْقة الحديد حلَقة بفتح اللام، وقالوا: حِلَق بكسر الحاء.
وقرئ: (كالقُصُرِ) بضم القاف والصاد، وهي جمع قَصْرٍ، كرُهُن في

(١) انظر هذا المعنى في التفسير الكبير ٣٠/ ٢٤٣.
(٢) كونه واحد القصور: أخرجه الطبري ٢٩/ ٢٣٩ عن ابن عباس - رضي الله عنهما -. وانظر قول أبي علي بتمامه في المحتسب ٢/ ٣٤٧.


الصفحة التالية
Icon