وبجرهما على الإتباع لما قبلها وهو ﴿مِنْ رَبِّكَ﴾ هو إما على البدل أو على الصفة.
وبجر الأول على البدل ﴿مِنْ رَبِّكَ﴾ ورفع الثاني على أنه مبتدأ خبره ﴿لَا يَمْلِكُونَ﴾، أو على (هو الرحمن) وما بعده مستأنف، أو خبر آخر، فاعرفه فإن فيه أدنى غموض (١).
وقوله: ﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ﴾ يجوز أن يكون ظرفًا لقوله: ﴿لَا يَمْلِكُونَ﴾، وأن يكون ظرفًا لما بعده وهو ﴿لَا يَتَكَلَّمُونَ﴾، و ﴿صَفًّا﴾ نصب على الحال، أي: مصطفين، وكذا ﴿لَا يَتَكَلَّمُونَ﴾ في موضع الحال، أي: ساكتين، أو غير ناطقين.
وقوله: ﴿إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ﴾ ﴿مَنْ﴾ يجوز أن يكون في موضع رفع على البدل من المضمر في ﴿لَا يَتَكَلَّمُونَ﴾، وأن يكون في موضع جر على تقدير: جارّ محذوف، أي: لمن أذن له، على قول من قال: لا يتكلمون بالشفاعة لأحد إلا لمن أذن الله أن يشفع له. ﴿وَقَالَ﴾ أي المشفوع له، ﴿صَوَابًا﴾، وهو الحسن (٢).
و﴿صَوَابًا﴾: صفة لمصدر محذوف، أي: قولًا صوابًا، وهو لا إله إلا الله (٣). و ﴿مَآبًا﴾ أي: مرجعًا، وهو مَفْعَل من آبَ يَؤوبُ أَوْبًا وإيابًا، إذا رجع.
وقوله: ﴿يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ﴾ (يوم) ظرف لمحذوف، أي:
(٢) انظر قوله في النكت والعيون ٦/ ١٩٠.
(٣) أخرجه الطبري عن ابن عباس - رضي الله عنهما -.