أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ}، قال: (يومُ لا تملك)، أي: هو يومُ لا تملك.
وبالنصب (١)، ونَصْبُهُ يَحْتَمِلُ أوجهًا: أن يكون بدلًا من ﴿يَوْمُ الدِّينِ﴾ الأول، وهو قوله: ﴿يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ﴾. وأن يكون ظرفًا لمحذوف، أي: يدانون في ذلك اليوم، يدل عليه ﴿الدِّينِ﴾. وأن يكون منصوبًا بإضمار اذكر، أو أعني، فيكون مفعولًا به. وأن يكون خبر مبتدأ محذوف، أي: الجزاء يوم لا تملك، يدل عليه ﴿الدِّينِ﴾، أو هذا ﴿يَوْمَ لَا تَمْلِكُ﴾، أي: واقعٌ يومَ لا تملك، وأن يكون مفتوحًا في موضع الرفع إذ جرى في الكلام ظرفًا في الأمر العام، كقوله: ﴿وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ﴾ (٢).
وهذه الأوجه نافذة على مذهب أهل البصرة جارية على أصولهم، وفتحته فتحة إعراب عندهم لكونه مضافًا إلى معرب، وأما عند أهل الكوفة ففتحته فتحة بناء، وهو مبني عندهم لإضافته إلى الفعل (٣).
وقوله: ﴿وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ﴾ (يومئذٍ) يجوز أن يكون ظرفًا للمبتدأ، وأن يكون ظرفًا للخبر، والله تعالى أعلم بكتابه.
هذا آخر إعراب سورة الانفطار
والحمد لله وحده

(١) هذه قراءة الباقين. انظر القراءتين في السبعة/ ٦٧٤/. والحجة ٦/ ٣٨٣. والمبسوط / ٤٦٥/. والتذكرة ٢/ ٦١٨.
(٢) سورة الجن، الآية: ١١.
(٣) انظر المذهبين أيضًا في إعراب النحاس ٣/ ٦٤٧. ومشكل مكي ٢/ ٤٦١.


الصفحة التالية
Icon