يحض بعضكم بعضًا على إطعامِ طعامِ المسكين، فحذف المضاف، وقد مضى الكلام على نظيره فيما سلف من الكتاب بأشبع من هذا (١).
وقرئ أيضًا: في غير المشهور: (ولا تُحاضُّون) بضم التاء (٢) من المُحاضَّة، والمحاضةُ أن يحث كل واحد منهما صاحبه، كذا ذكره الجوهري وغيره من أهل اللغة (٣). والتراث: الميراث، وأصله: وُراث، فقلبت الواو لانضمامها أولًا تاء كتخمة وتجاه.
و﴿أَكْلًا﴾ مصدر مؤكد لفعله، و ﴿لَمًّا﴾ صفته، أي: شديدًا يأتي على جميعه، من قولهم: لممت الشيء، إذا جمعته، واللَّمُّ: الجمع، و ﴿جَمًّا﴾ من قولهم: جم الماء في الحوض، إذا اجتمع وكثر. و ﴿جَمًّا﴾: يجوز أن يكون صفة لقوله: ﴿حُبًّا﴾، وأن يكون حالًا من المال.
﴿كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (٢١) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (٢٢) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (٢٣) يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (٢٤) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (٢٥) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (٢٦) يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (٢٨) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (٢٩) وَادْخُلِي جَنَّتِي (٣٠)﴾:
قوله عز وجل: ﴿كَلَّا﴾ يجوز أن يكون بمعنى الردع والزجر، وأن يكون بمعنى حقًّا.
وقوله: {إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (٢١) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (٢٢)
(٢) قرأها ابن مسعود - رضي الله عنه -، وعلقمة، وعبد الله بن المبارك، والسلمي، ورواها الشيرازي عن الكسائي. انظر مختصر الشواذ / ١٧٣/ وفيه تحريف. والكشاف ٤/ ٢١١. والمحرر الوجيز ١٦/ ٢٩٨. وزاد المسير ٩/ ١٢٠. والقرطبي ٢٠/ ٥٢.
(٣) انظر معاني الفراء ٣/ ٢٦١. والصحاح (حضض).