دخلت فإنما تدخل إعلامًا بأن اللام لام الابتداء، وقد عُلم هنا أنها لام القسم دون الابتداء لدخولها على سوف، ولام الابتداء لا تدخل على (سوف) فاعرفه واختر ما شئت منهما.
والمفعول الثاني لقوله: ﴿يُعْطِيكَ﴾ محذوف، كما تقول: أعطيت زيدًا، ولا تذكر العطية، وهذا مُطَّرِدٌ في كلام القوم، إذا كان المفعول الثاني غير الأول، ذلك الاقتصار على أحدهما، ويجوز حذفهما معًا، فمتى حذفتهما جميعًا فهو غاية في الإبهام، ومتى ذكرتهما جميعًا فهو غاية في البيان، ومتى اقتصرت على أحدهما، فهو توسط في البيان، نحو: أعطيت، وأعطيت زيدًا درهمًا، وأعطيت زيدًا، وأعطيت درهمًا. أي: ولسوف يعطيك ربك ما تبتغي.
﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (٦) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (٧) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (٨) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (٩) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (١٠) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿يَتِيمًا﴾ مفعول ثان، وكذا ﴿ضَالًّا﴾ و ﴿عَائِلًا﴾، لأن قوله: ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ﴾ من الوجود الذي هو بمعنى العلم. و ﴿فَآوَى﴾ عطف عليه، لأنه في معنى المضي.
والجمهور على مَدِّه، وهو من أوى فلان إلى منزله يَأْوِي أُوِيًّا وإوَاءً، وَآوَيْتُهُ أَنَا إيواءً، وأوَيْتُهُ أيضًا، إذا أنزلته بك. أفعلتُ وفعلتُ بمعنى، عن أبي زيد (١).
فإذا فهم هذا فقد قرئ أيضًا: (فأَوِي) مقصورًا (٢)، وذلك يحتمل
(٢) قرأها الأشهب العقيلي كما في المحرر الوجيز ١٦/ ٣٢١. والبحر ٨/ ٤٨٦. والدر المصون ١١٢/ ٣٩.