وقوله: ﴿سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ﴾ حذف الواو من ﴿سَنَدْعُ﴾ في "الإمام" ذهابًا إلى اللفظ، لأنه يسقط في اللفظ لالتقاء الساكنين. وقيل: بل حذف تشبيهًا للواو بالياء (١)، وقد حذفت الياء في نحو: ﴿الدَّاعِ﴾ (٢) ﴿الْوَادِ﴾ (٣) و ﴿التَّنَادِ﴾ (٤).
وواحد الزبانيَّة: زِبْنيٌّ. وقيل؟ زَبَانيٌّ. وقيل: زابنٌ. وقيل: لا واحد لها من لفظها، وهي فعالية من الزَّبْن، وهو الدفع (٥).
وقوله: ﴿وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾ المنوي في الفعلين لرسول الله - ﷺ - على معنى: دُمْ على سجودك في الصلاة، واقترب إلى الله بالسجود، فإن "أقرب ما يكون العبد إلى الله إذا سجد" (٦)، وقيل: المستكن في "وَأقتَرِب" لأبي جهل على معنى: واقترب يا أبا جهل من النار لترى ما ترى (٧). والوجه هو الأول، وعليه الجمهور، والله تعالى أعلم بكتابه.
هذا آخر إعراب سورة العلق
والحمد لله وحده
(٢) سورة القمر، الآية: ٦.
(٣) سورة طه: الآية: ١٢.
(٤) سورة غافر، الآية: ٣٢.
(٥) الأول للكسائي كما في معاني الفراء ٣/ ٢٨٠. والثاني للأخفش كما في الصحاح (زبن). والثالث عن بعضهم كما في الصحاح أيضًا. وبقي قول رابع سها عنه المؤلف، وهو: زِبْنية، قاله أبو عبيدة في مجاز القرآن ٢/ ٣٠٤. والجرمي كما في إعراب ثلاثين سورة / ١٤١/.
(٦) من لفظ حديث صحيح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - ﷺ - قال: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء". أخرجه مسلم في كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود (٤٨٢).
(٧) هذا قول زيد بن أسلم كما في النكت والعيون ٦/ ٣٠٩. وزاد المسير ٩/ ١٧٩ - ١٨٠.