فكما لا يجوز أن يعمل بعض الكلمة في بعض، فكذلك لا يجوز أن يعمل المضاف إليه في المضاف، وليس كذلك أداة الشرط مع الفعل، لأنها ليست بمضافة إلى الفعل، فاعرف الفرقان بينهما.
والجمهور على كسر زاي ﴿زِلْزَالَهَا﴾، وهو مصدر زلزل، وقرئ: بفتحها (١)، وهو اسمٌ غير مصدر. وقيل: واحد، وهو مصدر وليست في الأبنية فعلال بالفتح إلا في المضاعف، وزلزل عند البصريين من مضاعف الرباعي، وهو الوجه والقياس، وعند الكوفيين هو متعدي زَلَّ، وأصله: زَلّل، إلا أنهم قلبوا اللام الأولى إلى جنس فاء (٢) الفعل وهو الزاي، فبقي زلزل، وهو مصدر مؤكد لفعله.
واختلف في سبب إضافته إلى الأرض، فقيل: إنما أضيف إليها لأن المعنى زلزلت زلزالًا يليق بها. وقيل: زلزالًا سبق الوعد به لها. وقيل: لتتفق رؤوس الآي (٣).
﴿يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (٤) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (٥)﴾:
قوله عز وجل: ﴿يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا﴾ (يومئذٍ) بدل من ﴿إِذَا﴾، وناصبها ﴿تُحَدِّثُ﴾ وقد ذكر. و ﴿أَخْبَارَهَا﴾ مفعول ثان لقوله: ﴿تُحَدِّثُ﴾، والمفعُول الأول محذوف، أي: تحدث الناس أو الخلق أخبارها.
و﴿بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا﴾ الباء من صلة ﴿تُحَدِّثُ﴾ أي: تحدث الأرض أخبارها بسبب ما أوحي إليها، أي: بسبب إيحاء ربك لها وأمره إياها
(٢) في (ب): (لام) الفعل.
(٣) انظر القولين الأول والثاني في التفسير الكبير ٣٢/ ٥٥. والثالث في معاني الفراء ٣/ ٢٨٣. وجامع البيان ٣٠/ ٢٦٥. وإعراب النحاس ٣/ ٧٥٢.