وقوله: ﴿فِي عَمَدٍ﴾ يجوز أن يكون في موضع رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: هم في عمد، وأن يكون في موضع نصب على الحال من الضمير المجرور بعلى، أي: مؤصدة عليهم موثقين في عمد، ويجوز أن يكون من صلة ﴿مُؤْصَدَةٌ﴾ وتكون ﴿فِي﴾ لا بمعنى الباء، أي: مؤصدة عليهم بعمد (١).
وقرئ: (في عمد) بفتحتين وضمتين (٢). قيل: وكلاهما جمع عمُودٍ أو عِمَادٍ، كزَبُورٍ وزُبُر، وكِتَابِ وكُتُب، وإِهَابٍ وَأَهَبٍ. وقيل: عَمَد اسم للجمع، كأديم وأَدَمَ (٣).
وقرئ: (في عُمْدٍ) بضم العين وإسكان الميم (٤)، وهو تخفيف عُمُدٍ بضمتين، والله تعالى أعلم بكتابه.
هذا آخر إعراب سورة الهمزة
والحمد لله وحده

(١) انظر زاد المسير ٩/ ٢٣٠. ويؤيده قراءة ابن مسعود - رضي الله عنه -: ﴿بعمد ممدة﴾. وانظر مختصر الشواذ / ١٧٩/. والنكت والعيون ٦/ ٣٣٧. والمحرر الوجيز ١٦/ ٣٦٤. والقرطبي ٢٠/ ١٨٥.
(٢) قرأ الكوفيون غير حفص: (عُمُد) بضمتين، وقرأ الباقون وحفص: (عَمَد) بفتحتين. انظر السبعة / ٦٩٧/. والحجة ٦/ ٤٢٢ - ٤٢٣. والمبسوط / ٤٧٨/. والتذكرة ٢/ ٦٤١.
(٣) انظر إعراب النحاس ٣/ ٧٦٨. والحجة ٦/ ٤٤٣. والكشف ٢/ ٣٨٩. والمشكل ٢/ ٥٠١. والمحرر الوجيز ١٦/ ٣٦٤. واللسان (عمد).
(٤) نسبها ابن خالويه في المختصر / ١٧٩/ إلى هارون عن أبي عمرو، وفي إعراب القراءات ٢/ ٥٣٠ إلى عيسى بن عمر. وانظر البحر المحيط ٨/ ٥١٠.


الصفحة التالية
Icon