وقرئ أيضًا: (لإِئْلاف قريشٍ إئْلافهم) بهمزتين الأولى مكسورة والثانية ساكنة (١) على الأصل المرفوض.
وقرئ أيضًا: (لإإِلافَ قريش إِإلافهم) بهمزتين محققتين فيهما، الأولى همزة الإفعال المزيدة، والثانية فاء الفعل من ألف، أُخرج - أعني هذا المصدر - على الأصل، وهو شاذ في الاستعمال والقياس، أبو علي: ليس لتحقيق الهمزتين هنا وجه، لأنا لم نعلم أحدًا حقق الهمزتين في نحو هذا (٢).
وقرئ أيضًا: (إِيْئِلافهم) بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة بعدها همزة مكسورة (٣)، وأُنكرت هذه القراءة وخُطِّئ ناقلها، لأن نحو هذا لا يستعمل في حال السعة والاختيار، وذلك أنه أَشبع الكسرة فنشأت منها الياء كما تنشأ الألف من الفتحة والواو من الضمة، والمراد من الإشباع هنا والنشء: الفصل بين الهمزتين، فهذه ثماني قراءات، فاعرفهن وخذ منها ما صفا ودع ما كدر، والله تعالى أعلم بكتابه.
هذا آخر إعراب سورة قريش
والحمد لله وحده

(١) قرأها عاصم في رواية أبي بكر ثم رجع عنه. انظر السبعة / ٦٩٨/. والقرطبي ٢٠/ ٢٠٤ فهي شاذة.
(٢) الحجة ٦/ ٤٤٦. وانظر هذه القراءة في التبيان ٢/ ١٣٠٥.
(٣) كذا حكاه العكبري في الموضع السابق دون نسبة.


الصفحة التالية
Icon