لقوله: ﴿فَالْحَامِلَاتِ﴾ من غير لفظه، ويكون مفعول الحاملات محذوفًا، كأنه قيل: فالحاملات المطر حَمْلًا.
و﴿يُسْرًا﴾: صفة لمصدر محذوف، أي: جريًا يسرًا، أي: ذا يسر، أي: ذا سهولة، فحذف الموصوف والمضاف من الصفة وأقيم المضاف إليه مقام الموصوف.
و﴿أَمْرًا﴾: مفعول به، تسمية للمفعول بالمصدر، ويجوز أن يكون مصدرًا مؤكدًا، والتقدير: فالمقسّمات ما أمرهم الله به أمرًا.
وقوله: ﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ﴾ جواب القسم، و (ما) موصولة وما بعدها صلتها، وعائدها محذوف، أو مصدرية، أي: وَعْدِي إياكم، لا كافة كما زعم بعضهم، بشهادة مجيء خبر إنَّ بعدها، وهو قوله: ﴿لَصَادِقٌ﴾، ومجيء ما عطف عليها وهو قوله: ﴿وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ﴾، فالجملة المعطوفة مثل المعطوف عليها. وقوله: ﴿لَصَادِقٌ﴾ أي: لوعد صادق، فحذف المضاف. وقيل: معناه لذو صدق، كلابن وتامر.
﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (٧) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (٨) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ﴾ قَسَم آخر جوابه ﴿إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ﴾. والجمهور على ضم الحاء والباء من ﴿الْحُبُكِ﴾، والحبك الطرائق التي تكون في السماء من آثار الغيم، واحدتها حبيكة، كطُرُق في طريقة، أو حبيك، كنذر في نذير. أو حباك، كمِثال ومُثُل. وقرئ: (الحُبْكِ) بضم الحاء وإسكان الباء، وهو مخفف من الحُبُك، كرُسْلٍ في رُسُلٍ. وقرئ أيضًا: (الحِبِك) بكسر الحاء والباء بوزن إبِل وإِطِل، وهو بناء قليل، والإطل الخاصرة. وقرئ أيضًا: (الحِبْك) بكسر الحاء وإسكان الباء، وهو مخفف منه. وقرئ أيضًا: (الحِبُك) بكسر الحاء وضم الباء، وهو شاذ، إذ ليس في كلام القوم فِعُلٌ، بكسر الفاء وضم العين. وقرئ أيضًا: (الحَبَكِ) بفتح الحاء


الصفحة التالية
Icon