وقوله: ﴿وَنَهَرٍ﴾ فيه وجهان، أحدهما: في أنهار، فاكتفى باسم الجنس عن الجمع. والثاني: هو السعة والضياء من النهار، لأن الجنة لا ليل فيها، وأصل الكلمة من السعة، انتهر: إذا اتسع، وأنهر الفتق: وَسَّعَهُ، ومن السعة أيضًا: النهر والنهار.
والجمهور على فتح النون والهاء في قوله: ﴿وَنَهَرٍ﴾، وهو واحد في معنى الجمع، وقد ذكر آنفًا، وقرئ: (وَنُهُرٍ) بضم النون والهاء (١)، وهو جمع نَهَر، كأُسُدٍ في أَسدٍ، وَوُثُنٍ في وَثَنٍ، ويجوز أن يكون جمع نَهْرٍ، كرُهُنٍ وسُقُفٍ، في جمع رَهْنٍ وسَقْفٍ.
وقوله: ﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ﴾: يجوز أن يكون خبرًا بعد خبر، وأن يكون بدلًا من قوله: ﴿فِي جَنَّاتٍ﴾، أي: في مجلسِ حَقٍّ لا لغوَ فيه ولا تأثيمَ، كما يكون في أمكنة الدنيا، والله تعالى أعلم بكتابه.
هذا آخر إعراب سورة القمر
والحمد لله وحده

(١) قرأها زهير الفرقبي، والأعمش. انظر المحتسب ٢/ ٣٠٠ والمحرر الوجيز ١٥/ ٣١٨. وزاد المسير ٨/ ١٠٤. كما نسبت إلى آخرين في مختصر الشواذ / ١٤٨/. والقرطبي ١٧/ ١٥٠.


الصفحة التالية
Icon