وقوله: ﴿سَنَفْرُغُ﴾ قرئ: (سنَفرُغ) بفتح النون وضم الراء، على الإخبار من الله عز وجل عن نفسه، بلفظ الجمع على وجه التعظيم والتفخيم. وقرئ كذلك غير أنه بالياء النقط من تحته (١) لقوله: ﴿وَلَهُ الْجَوَارِ﴾.
وقرئ أيضًا: (سنَفرَغ) بفتح النون والراء. و (سيَفرَغ) بفتح الياء والراء، و (سنِفرَغ) بكسر النون وفتح الراء (٢).
وبعدُ، فإنه يقال: فَرَغَ يَفْرُغُ، بفتح العين في الماضي وضمها في الغابر كَدَبَغَ يَدْبُغُ، وعلى هذه اللغة قراءة الجمهور، وفَرَغَ يَفْرَغُ بفتح العين في الماضي والغابر كدفع يدفع، وعلى هذه اللغة القراءة الثالثة والرابعة. وفرغ يفرَغ بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر كَلَثِغَ يَلْثَغُ وهي لغة بني تميم، وعليها القراءة الخامسة.
وفيه قراءة أخرى وهي (سَيُفْرَغُ) بضم الياء وفتح الراء على البناء للمفعول (٣)، ووجهها ظاهر.
وفي حرف أبي رضي الله عنه: (سنفرغ إليكم) بزيادة إلى التي للغاية (٤)، على معنى: سنقصد إليكم، فهذه سبع قراءات فاعرفهن.
{يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (٣٣) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٣٤) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ (٣٥) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٣٦) فَإِذَا انْشَقَّت
(٢) انظر هذه القراءات الثلاث مخرجة في إعراب النحاس ٣/ ٣٠٧. ومختصر الشواذ/ ١٤٩/. والمحتسب ٢/ ٣٠٤. والمحرر الوجيز ١٥/ ٣٣٥ - ٣٣٦.
(٣) رواها أبو معاذ كما في مختصر الشواذ، وأبو حاتم عن الأعمش كما في المحتسب. وابن السميفع، وابن يعمر، وابن أبي عبلة، وعاصم الجحدري كما في زاد المسير ٨/ ١١٥.
(٤) انظر قرأءته أيضًا في الحجة ٦/ ٢٤٩. والكشف ٢/ ٣٠٢. والكشاف ٤/ ٥٢.