﴿فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (٥٦) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥٧) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (٥٨) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥٩) هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (٦٠) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦١) وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (٦٢) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٣) مُدْهَامَّتَانِ (٦٤) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٥) فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (٦٦) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٧) فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (٦٨) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿فِيهِنَّ﴾ اختلف في الضمير، فقيل: للآلاء المعدودة من الجنتين، والعينين، والفاكهة، والفرش، والجنى (١). وقيل: للفرش (٢)، أي: عليهن. وقيل: للجنتين، لاشتمالهما على أماكن، وقصور، ومجالس (٣). وقيل: للجنان الأربع (٤): جنةِ عدن، وجنة الفردوس، وجنة نعيم، وجنة المأوى.
وقوله: ﴿قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ﴾ الإضافة غير محضة، وفي الكلام حذف موصوف، أي: نساء قاصرات، أي: قصرن أبصارهن على أزواجهن لا ينظرن إلى غيرهم، وأُفرد الطرفُ لكونه مصدرًا في الأصل، والطرف: النظر بطَرَفِ العين وهو الجفن.
وقوله: ﴿كَأَنَّهُنَّ﴾ صفة أخرى لـ ﴿قَاصِرَاتُ﴾، أو حال منهن لكونهن خُصِصْنَ بالوصف، أي: مشبهات الياقوت والمرجان، وذو الحال المنوي في ﴿فِيهِنَّ﴾ على رأي صاحب الكتاب، أو ﴿قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ﴾ على مذهب أبي الحسن.
(٢) قاله الطبري ٢٧/ ١٥٠.
(٣) انظر معاني الزجاج ٥/ ١٠٣. والكشاف الموضع السابق. ورجحه الرازي ٢٩/ ١١٢.
(٤) قاله الفراء ٣/ ١١٩ - ١٢٠.