عبقر، تزعم العرب أنه بلد الجن، فينسبون إليه كل شيء عجيب (١).
وقرئ: (على رفارف)، وهو جمع رفرف، (خُضُرٍ) بضم الضاد وهو قليل ومع قلته بابه النظم دون النثر، و (عباقري) بكسر القاف غير مصروف، وبفتحها ومنع الصرف أيضًا، والوجه: الصرف، كقولك في النسب إلى مدائن: مدائني. قال الزمخشري: وهذا الأوجهُ لصحته، انتهى كلامه (٢). وهذه القراءة منسوبة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، مروية عن جماعة من الأكابر: كعثمان، ومالك بن دينار، وابن محيصن وغيرهم رضوان الله تعالى عليهم أجمعين (٣)، ووجهها إن صحت -أعني (عباقري) بفتح الياء غير مصروف-: أن يكون (عباقر) جمع عبقر، ثم أُلحق ياءَ النفْسِ فصار (عباقري)، ثم زيدت على ياء النفس ياء أخرى، كما زيدت في رَمَيْتِيْهِ وفي أَعْطَيْتُكِيْهِ، حكاه صاحب الكتاب رحمه الله (٤)، وكإلحاقهم الياء الهاء في بِهي، فلما كانت الياء بعد هذه الحروف التي هي قريبة من الياء، كانت زيادتها مع الياء أَوْلَى، لأنها نظيرتها، ثم أدغمت ياء النفس في المزيدة، فبقي (عباقري) كما ترى، فهذا وجه هذه القراءة إن صحت، فاعرفه (٥).
وقوله: (ذو الجلال) قرئ: بالرفع والجر (٦)، فالرفع: يعود إلى
(٢) الكشاف ٤/ ٥٥.
(٣) انظر هذه القراءة في معاني الفراء ٣/ ١٢٥. وجامع البيان ٢٧/ ١٦٥. وإعراب النحاس ٣/ ٣١٦ - ٣١٧. ومختصر الشواذ/ ١٥٠/. والمحتسب ٢/ ٣٥٥. والمحرر الوجيز ١٥/ ٣٥١ - ٣٥٢. وزاد المسير ٨/ ١٢٧.
(٤) الكتاب ٤/ ٢٠٠.
(٥) قال الإمام الطبري ٢٧/ ١٦٥: خبر غير محفوظ، ولا صحيح السند. وكذا قال أبو جعفر النحاس ٣/ ٣١٧.
(٦) قرأ ابن عامر وحده: (ذو الجلال) بالواو، وهي كذلك في مصاحف أهل الشام. وقرأ الباقون (ذي الجلال) بالياء، وكذلك هي في مصاحف أهل الحجاز والعراق. انظر السبعة / ٦٢١/. والحجة ٦/ ٢٥٣. والمبسوط/ ٤٢٥/. والتذكرة ٢/ ٥٧٨.