لغية. قال أبو الفتح: وينبغي أن يكون (أيان) من لفظ [أي، لا من لفظ] (١) أين لأمرين، أحدهما: أن (أين) مكان، و (أيان) زمان. والآخر: قلة فَعَّالٍ في الأسماء مع كثرة فَعْلان، فلو سميت رجلًا بأيان لم تصرفه، لأنه كحمدان، انتهى كلامه (٢).
وقوله: (يَوْمَ هُمْ) يجوز أن يكون منصوبًا على الظرف، وناصبه مضمر دل عليه السؤال، والتقدير: يقع الجزاء يومَ هم على النار يفتنون، لأن السؤال وقع [عن] (٣) وقت الجزاء، وأن يكون مفتوحًا لإضافته إلى الجملة، والجملة لا يظهر فيها الإعراب، فبقي على فتحِهِ من البناء، ومحله إما النصب على الظرف كما سلف آنفًا، وإما الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: هو يوم هم، أو يومُ الجزاء يوم هم، تعضده قراءة من قرأ: (يومُ هم) بالرفع، وهو ابن أبي عبلة (٤)، أعني: كونه في محل الرفع، وقيل: هو بدل من ﴿يَوْمُ الدِّينِ﴾ (٥).
ومعنى قوله: ﴿يُفْتَنُونَ﴾: يحرقون، يقال: فتنه بالنار، إذا أحرقه. وعُدِّي بعَلَى لتضمنه معنى يعرضون.
وقوله: ﴿ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ﴾ في موضع نصب على الحال، أي: مقولًا لهم هذا القول. قاله الزمخشري (٦).
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (١٥) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ

(١) من المحتسب الموضع السابق.
(٢) من المحتسب أيضًا.
(٣) من (أ) و (ط) و (ج).
(٤) انظر قراءته في مختصر الشواذ / ١٤٥/. والكشاف ٤/ ٢٧. والبحر ٨/ ١٣٥ حيث نسبها أبو حيان إلى الزعفراني أيضًا.
(٥) انظر إعراب النحاس ٣/ ٢٣١. ومشكل مكي ٢/ ٣٢٢.
(٦) الكشاف ٤/ ٢٧.


الصفحة التالية
Icon