(٦٣) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (٦٤) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (٦٥) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (٦٦) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (٦٧) أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (٦٨) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (٦٩) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (٧٠) أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (٧١) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ (٧٢) نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ (٧٣) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٧٤)}:
قوله: عز وجل ﴿عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ﴾ (على) على بابها مَيلًا إلى المعنى، لأن معنى ما أنا بمسبوق على الشيء: قادر عليه، فحمل على المعنى دون اللفظ. وقيل: بمعنى اللام، وفي الكلام حذفان: حذف مفعول، وحذف جار، والتقدير: وما نحن بمسبوقين على أن نبدل أمثالكم، فحذف المفعول من الأولى والجار من الثاني.
وقوله: ﴿فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ﴾ الجمهور على فتح الظاء وإسكان اللام مفردة، فالفتح هو الأصل، وأصله: ظَلِلتم بفتح الظاء وكسر اللام، فحذفت اللام الأولى تخفيفًا. و (فَظِلْتُمْ) بكسر الظاء (١)، على نقل حركة اللام الأولى إليها بعد إزالة حركتها، لأنها لا تتحرك بحركة وهي متحركة بأخرى، وحذفها بعد النقل، و (فَظَلِلْتُمْ) على الأصل. و (فَظَلَلْتُم) بلامين على الأصل أيضًا، غير أنه فتحت اللام (٢)، فَكَسْرُ اللام هو الشائع، وفَتْحُها لُغَيَّة. وأصل ﴿تَفَكَّهُونَ﴾: تتفكهون، فحذفت إحدى التاءين تخفيفًا.
(٢) بلامين مع كسر الأولى أو فتحها روايتان عن الجحدري. انظر مختصر الشواذ/ ١٥١/. وقال ابن عطية في الموضع السابق: فتح اللام للجحدري، وكسرها لعبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-. وفي الإتحاف ٢/ ٥١٦ (فَظَلِلْتُمْ) للمطوعي.