سَاهُونَ} وذلك تنبيه على أن المصلين كثير والمقيمين لها قليل). وروي عن بعض السلف قوله: (الحاج قليل والركب كثير).
وأما قوله: ﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ فيشمل الزكاة والإنفاق.
قال ابن عباس: (زكاة أموالهم). وقال الحافظ ابن كثير: (وقبل نزول الزكاة كانت النفقات يتقربون بها إلى الله قدر ميسرتهم وجهدهم).
وقد اختار شيخ المفسرين الإمام ابن جرير رحمه الله أن الآية عامة في الصدقات والنفقات وفي الزكاة كما سيأتي تفصيله.
ولقد كان الإنفاق في سبيل الله والإكثار من الصدقات صفة ملازمة للمتقين الذين وصفهم الله بالتقوى في أول هذه السورة، فالإنفاق في طاعته سبحانه جزء من منهجهم ومَعْلَمٌ من معالم طريقهم لنيل مرضاة ربهم، كما أن إقامة الصلاة ركن من أركان دينهم الذي يكتمل بإقامة الأركان الأخرى.
ففي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: [بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان] (١).
والصلاة لغة الدعاء، ثم استعملت في الشرع في ذات الركوع والسجود والأفعال المخصوصة في الأوقات المخصوصة، وفي ذلك مسائل:
المسألة الأولى: إقامتها بأركانها الموصوفة في حديث المسيء صلاته، وتشمل:
١ - النية.
٢ - تكبيرة الإحرام.
٣ - قراءة الفاتحة.
٤ - القيام في الفرض.
٥ - الركوع والاطمئنان فيه.
٦ - الرفع من الركوع والاعتدال قائمًا مع الطمأنينة.

(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري في الصحيح -حديث رقم- (٨) - كتاب الإيمان، وأخرجه مسلم في الصحيح -حديث رقم- (١٦) - كتاب الإيمان.


الصفحة التالية
Icon