القول الثاني: مروي أيضًا عن ابن عباس قال: (هذا مثل ضربه الله للمنافقين أنهم كانوا يعتزُّون بالإسلام، فيناكحُهم المسلمون ويوارثونهم ويقاسمونهم الفيء، فلما ماتوا سلبهم الله ذلك العزَّ، كما سلب صاحب النار ضوءَه. ﴿وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ﴾ يقول: في عذاب).
القول الثالث: عن ابن مسعود - وناس من أصحاب النبي - ﷺ -: (زعم أن أناسًا دخلوا في الإسلام مقدمَ النبي - ﷺ - المدينة، ثم إنهم نافقوا، فكان مثلهم كمثل رجل كان في ظلمة فأوقد نارًا فأضاءت له ما حوله من قذىً أو أذىً فأبصره حتى عرف ما يتَّقي. فبينا هو كذلك، إذ طَفِئَت ناره، فأقبل لا يدري ما يتَّقي من أذًى. فكذلك المنافق: كان في ظلمة الشرك فأسلم، فعرف الحلال من الحرام، والخير من الشر، فبينا هو كذلك إذْ كفر، فصار لا يعرف الحلال من الحرام، ولا الخير من الشر. وأما النُّور، فالإيمان بما جاء به محمد - ﷺ -. وكانت الظلمة نفاقهم).
القول الرابع: عن ابن عباس: (ضربه الله مثلًا للمنافق. قال: أما النور، فهو إيمانهم الذي يتكلمون به. وأما الظلمة، فهي ضلالتُهم وكفرهم يتكلمون به، وهم قوم كانوا على هدًى ثم نُزع منهم، فَعَتَوْا بعد ذلك).
القول الخامس: عن قتادة: (وأن المنافقَ تكلم بلا إله إلا الله، فأضاءت له في الدنيا، فناكح بها المسلمين، وغازى بها المسلمين، ووارثَ بها المسلمين، وحقن بها دمه وماله. فلما كان عند الموت، سُلبها المنافق، لأنه لم يكن لها أصل في قلبه، ولا حقيقة في علمه). وفي رواية: (هي لا إله إلا الله، أضاءت لهم فأكلوا بها وشربوا، وأمنوا في الدنيا، ونكحوا النساء، وحقنوا بها دماءهم، حتى إذا ماتوا ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يُبصرون).
وقال الضحاك: (أما النور، فهو إيمانهم الذي يتكلمون به، وأما الظلمات، فهي ضلالتهم وكفرهم).
القول السادس: عن مجاهد قال: (أما إضاءة النار، فإقبالهم إلى المؤمنين والهدى، وذهابُ نورهم، إقبالهم إلى الكافرين والضلالة).
القول السابع: عن الربيع بن أنس قال: (إنما ضوءُ النار ونورها ما أوقَدتها، فإذا


الصفحة التالية
Icon