الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (١٩) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٠)}.
(الصَّوْب) في لغة العرب نُزول المطر، و (الصيِّب): السحاب ذو الصوب. و (صابَه) المطر أي مُطِر. قال ابن عباس: (الصيِّب: المطر). وقال: (القطر). وعن مجاهد: (الصيِّب: الربيع). وعن عبد الرحمان بن زيد: ﴿أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ﴾ قال: أو كَغَيْثٍ من السماء).
والظلمات جمع ظُلمة. والرعد مَلَكُ يزجُر السحاب، أو قيل: ريح تختنق تحت السحاب فتصاعد فيكون منه ذلك الصوت.
وفي القول الأول أقوال يوضح بعضها بعضًا:
١ - قال ابن عباس: (الرعد: ملك من الملائكة اسمه الرعد، وهو الذي تسمعون صوته).
وقال: (الرعد: ملك يزجرُ السحاب بالتسبيح والتكبير).
وقال: (الرعد: اسم ملك، وصوتُه هذا تسبيحه، فإذا اشتد زَجْره السحابَ، اضطرب السحابُ واحتكَّ. فتخرج الصواعق من بينه).
وقال: (الرعدُ: ملك يسوق السحاب بالتسبيح، كما يسوق الحادي الإبل بحُدائه).
٢ - قال مجاهد: (الرعد: ملك يزجر السحاب بصوته).
٣ - قال عكرمة: (الرعد ملك في السحاب، يجمع السحاب كما يجمع الراعي الإبل).
وقال: (إن الرعد ملكٌ يُؤمر بإزجاء السحاب فيؤلِّفُ بينه، فذلك الصوت تسبيحه).
وقال: (كان ابن عباس إذا سمع الرعد قال: سُبحان الذي سبَّحتَ له. قال: وكان يقول: إن الرعد ملكٌ ينعَق بالغيث كما ينعقُ الراعي بغنمه).
٤ - قال قتادة: (الرعد خَلْقٌ من خلق الله جل وعز، سامعٌ مطيع لله جل وعز).
وأما القول الثاني فذكر ابن جرير أنه من طريق الحسن بن الفرات عن أبيه قال: (كتب ابن عباس إلى ابن أبي الجَلد يسأله عن الرعد، فقال: الرعد ريح).
وفي رواية: (كتبتَ تسألني عن الرعد، فالرعد ريح).


الصفحة التالية
Icon