التأويل الثاني: من مثل محمد من البشر، لأن محمدًا بشر مثلكم. والمعنى: من بَشَرٍ أُمِّيّ مثله لا يكتب ولا يقرأ. واختار ابن جرير التأويل الأول لمناسبته السياق.
التأويل الثالث: من مثل التوراة والإنجيل.
فأعادوا الضمير في "مثله" على التوارة والإنجيل. فيكون المعنى: فأتوا بسورة من كتاب مثله فإنها تصدق ما فيه.
ولا شك أن التأويل الأول هو الذي عليه الجمهور من العلماء.
وقوله: ﴿وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾.
فيه أقوال متشابهة:
الأول: أعوانكم ونصراءكم. قال ابن عباس: (يعني أعوانكم على ما أنتم عليه إن كنتم صادقين).
الثاني: ناس يشهدون. قال مجاهد: (قوم يشهدون لكم). وقال: (ناس يشهدون) أي أنكم عارضتموه.
الثالث: آلهتكم. قاله الفرّاء.
والمعنى كما قال ابن جُريج: ﴿شُهَدَاءَكُمْ﴾ عليها إذا أتيتم بها - أنها مثلُه، مثل القرآن).
أي استعينوا بمن وجدتموه من علمائكم، وأحضروهم ليشاهدوا ما تأتون به، فيكون الردّ على الجميع أوكدَ في الحجة عليهم.
ودُون نقيض فوق، وهو تقصير عن الغاية، ويكون ظرفًا. و (الدُّون) الحقير. حكاه الرازي.
وقوله: ﴿إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾.
أنّ ذلك مختلق وأنه من كلام محمد عليه السلام، وجواب الشرط محذوف والتقدير: إن كنتم صادقين في دعواكم فأتوا أنتم بمثله واستعينوا بآلهتكم على ذلك. حكاه النسفي.
وقد ورد في التنزيل مثل هذا التحدي في أكثر من موضع: