وقد نقل المفسرون تفصيل ذلك عن أئمة التأويل:
١ - عن ابن عباس وابن مسعود وناس من الصحابة: (أما أزواج مطهرة، فإنهن لا يحضْن ولا يُحْدِثن ولا يتنخَّمْنَ). وقال ابن عباس: (مطهرة من القذر والأذى).
٢ - وعن مجاهد قال: (لا يبلن ولا يتغوّطن ولا يَمْذِين) وقال نحوه في رواية أخرى وزاد: (ولا يُمْنِين ولا يحضن). وقال أيضًا: (مطهرة من الحيض والغائط والبول والنخام والبُزاق والمنيّ والولد). وقال: (لا يَبُلْن ولا يتغوّطنَ ولا يحِضْنَ ولا يلدن ولا يُمنين ولا يبزُقنَ).
٣ - عن قتادة: ﴿وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ﴾، إي والله من الإثم والأذى). وقال: (طهّرهن الله من كل بول وغائط وقذر، ومن كل مأثم). وقال: (مطهرة من الحيض والحَبل والأذى).
٤ - عن الحسن قال: (يقول مطهرة من الحيض). وقال، عطاء: (من الولد والحيض والغائط والبول).
قلت: ووصف أزواج أهل الجنة بأنهن ﴿أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ﴾ يشمل إضافة لما ذكر -من الطهارة من الحيض والنفاس والغائط والبول والمخاط والبصاق والمني والأذى- الطهارة من مساوئ الأخلاق والعادات وما يعتري النساء في الدنيا من الكيد والمكر والغيرة وغير ذلك.
وقد أشار القاسمي رحمه الله إلى ذلك بقوله: (ويجوز لمجيئه مطلقًا، أن يدخل تحته الطهر من دَنَس الطباع، وسوء الأخلاق وسائر مثالبهنّ وكيدهن). كما أشار الإمام النسفي في تفسيره إلى هذا بقوله: (مطهرة من مساوئ الأخلاق لا طمحات ولا مرحات أو مما يختص بالنساء بالحيض والاستحاضة وما لا يختص بهن من البول والغائط وسائر الأقذار والأدناس).
قال ابن القيم: (والمطهرة: مَنْ طهرت من الحيض والبول والنفاس والغائط والمخاط والبصاق وكل قذر، وكل أذى يكون من نساء الدنيا. فطهّر مع ذلك باطنها من الأخلاق السيئة والصفات المذمومة، وطهر لسانها من الفحش والبذاء، وطهر طرفها من أن تطمح به إلى غير زوجها، وطهرت أثوابها من أن يعرض لها دنس أو وسخ).