مُتعة النكاح لأنها يُتَمتَّعُ بها. وقد جاء غير ذلك في معنى ﴿مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ﴾ عند المفسرين.
وتفصيل ذلك:
أولًا: المستقر.
١ - قال أبو العالية: ﴿وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ﴾ قال: (هو قوله: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا﴾ [البقرة: ٢٢]).
٢ - وقال السدي: (﴿وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ﴾ يعني القبور).
٣ - وقال ابن زيد: (﴿وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ﴾ قال: مقامهم فيها).
ثانيًا: المتاع.
١ - قال السدي: ﴿وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾ قال يقول: بلاغ إلى الموت).
٢ - قال ابن عباس: ﴿وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾، قال: الحياة).
٣ - قال مجاهد: ﴿وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾ قال: إلى يوم القيامة، إلى انقطاع الدنيا).
قلت: ولا شك أن الآية تتسع لكل هذه المفاهيم، وكأنه يقول: فإن لكم في الأرض منازل ومساكِن تستقرون فيها استقراركم، ثم تدفنون في بطنها من بعد وفاتكم، فتكون الأرض منزلًا وقرارًا وكِفاتًا لأجسادكم. وإن لكم في الأرض متاعًا بما أخرج الله منها لكم، وبما جعل لكم فيها من المعاش والرياش والزَّين والملاذِّ، وبما أعطاكم سبحانه على ظهرها أثناء حياتكم، ثم بما هيأ فيها من أجداثكم بعد وفاتكم، فتبلغون باستمتاعكم بها إلى أن يبدلكم غيرها.
وقوله: ﴿إِلَى حِينٍ﴾.
قال الربيع: إلى أجل.
قال الرازي: (وعن فتح المُوصلي أنه قال: كنا قومًا من أهل الجنة فسبانا إبليس إلى الدنيا، فليس لنا إلا الهمّ والحزن حتى نُرَدّ إلى الدار التي أخرجنا منها).