﴿أُوفِ بِعَهْدِكُمْ﴾ فالجنة، عهدتُ إليكم أنكم إن عملتم بطاعتي أدخلتكم الجنة).
٤ - عن ابن جريج قال: (ذلك الميثاق الذي أخذ عليهم في المائدة: ﴿وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا﴾ [المائدة: ١٢] إلى آخر الآية.
فهذا عهدُ الله الذي عهد إليهم، وهو عهد الله فينا، فمن أوفى بعهد الله وفَى الله له بعهده).
٥ - عن الضحاك، عن ابن عباس: (يقول: أوفوا بما أمرتكم به من طاعتي ونهيتكم عنه من معصيتي في النبي - ﷺ - وفي غيره، ﴿أُوفِ بِعَهْدِكُمْ﴾، يقول: أَرْضَ عنكم وأدخلكم الجنة).
٦ - عن ابن زيد قال: (أوفوا بأمري أوفِ بالذي وعدتكم، وقرأ: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالهُمْ﴾ حتى بلغ ﴿وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ﴾ [التوبة: ١١١]، قال: هذا عهده الذي عهده لهم).
وكل هذه الأقوال تصب في المعنى المرأد من آفاق هذه الآية الكريمة.
وقوله: ﴿وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾، من باب الترهيب بعد الترغيب، أي: وإياي فاخشوا، وإياي فاحذروا، ما أحللت بمن خالف أمري وكذب رسلي، وما أنزلت بالأمم السالفة من النِّقم. وقد جاء تفصيل ذلك في أقوال أئمة التفسير:
١ - عن ابن عباس: ﴿وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾، أن أنزل بكم ما أنزلت بمن كان قبلكم من آبائكم من النَّقِمات التي قد عرفتم، من المسخ وغيره).
٢ - عن السدي وأبي العالية: ﴿وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾ يقول: وإياي فاخشون).
والرُّهْبُ والرَّهْبُ والرَّهْبَة: الخوف. وقد جاء في صيغة الأمر ﴿فَارْهَبُونِ﴾ أي: خافون.
ولا شك أنه أمر يتضمن معنى التهديد. ويجوز أن يكون التقدير: وإياي ارهبوا فارهبون، فيكون إيايَ منصوبًا بإضمار فعل، كما يجوز أن يكون التقدير: وأنا فارهبون على الابتداء والخبر.
وقوله: ﴿وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ﴾.
أمر الله اليهود بالإيمان بالقرآن الذي أنزله على محمد - ﷺ -، وأخبرهم سبحانه أن في