وأصل "آل" في لغة العرب مختلف فيه:
قال النحاس: (أصله أهل، ثم أبدل من الهاء ألفًا، فإن صغّرته رددته إلى أصله فقلت: أُهَيْل) وقال المهدَوي: (أصله أوْل). وقيل: أهل، قُلبت الهاء همزة ثم أبدلت الهمزة ألفًا.
وقال الكسائي: (وجمعه آلون، وتصغيره أُوَيْل).
وقد ذهب ابن جرير إلى ما ذكره النحاس من أن أصل، "آل" أهل. قال: (وأحسن أماكن "آل" أن يُنْطَق به مع الأسماء المشهورة، مثلُ قولهم: آل النبي محمد - ﷺ -، وآل علي، وآل عباس، وآل عَقِيل. وغيرٌ مُستحسن استعمالهُ مع المجهول).
وقد تجاوز العرب النسبة في الآل إلى الأتباع، فآل فرعون قومه وأتباعه وأهل دينه.
وكذلك آل الرسول - ﷺ - من هو على دينه وملته في زمانه ومن بعده، سواء كان نسيبًا له أو لم يكن، ومنه قوله تعالى: ﴿وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ﴾ وقوله: ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ أي آل دينه، فإن فرون لم يكن له ابن ولا بنت ولا أب ولا عم ولا أخٌ ولا عَصَبَة.
وفي صحيح مسلم عن عمرو بن العاص، قال: سمعت رسول الله - ﷺ - جِهارًا غَيْرَ سِرٍّ يقول: [ألا إن آل أبي يعني فلانًا، ليسوا لي بأولياء، إنما وَلِيِّيَّ اللهُ وصالح المؤمنين] (١). وفي لفظ: (ألا إن آل أبي فلان).
قال النووي: (هذه الكناية هي من بعض الرواة، : خشي أن يسميه فيترتب عليه مفسدة وفتنة... قال القاضي عياض: قيل إن المكنى، عنه ها هنا هو الحكم بن أبي العاص). وقد كان الحَكَمُ هذا من النفر الذين يؤذون رسول الله - ﷺ - في بيته.
وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن أبي أوْفى قال: [كان رسول الله - ﷺ - إذا أتاه قوم بصدقتهم، قال: اللهم صلِّ عليهم. فأتاه أبي أبو أوفى بصدقته، فقال: اللهم! صلِّ على آلِ أبي أوفى] (٢).
وأما "فرعون" فهو اسم تسمى به ملوك عمالقة مصر، كما كانت ملوك الروم يسمّى

(١) حديث صحيح. رواه مسلم في الصحيح (٢١٥) - كتاب الإيمان. باب موالاة المؤمنين ومقاطعة غيرهم والبراءة منهم. ورواه البخاري كذلك من حديث عبد الله بن عمرو.
(٢) حديث صحيح. رواه مسلم في الصحيح (١٠٧٨) - كتاب الزكاة. باب الدعاء لمن أتى بصدقة.


الصفحة التالية
Icon