وقال ابن عباس: (هو غمامٌ أبردُ من هذا وأطيبُ، وهو الذي يأتي الله عز وجل فيه يوم القيامة في قوله: ﴿فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ﴾ [البقرة: ٢١٠]، وهو الذي جاءت فيه الملائكة يوم بدر. قال: وكان معهم في التيه).
وقال قتادة: (كان هذا في البرية، ظلل عليهم الغمام من الشمس).
وقوله: ﴿وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى﴾.
أما المن فمختلف فيه على أقوال:
١ - عن مجاهد: (﴿وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ﴾، قال: المن صمغة).
٢ - عن قتادة قال: (كان المنّ ينزل عليهم مثل الثلج).
٣ - وعن الربيع بن أنس قال: (المنّ شراب كان ينزل عليهم مثل العسل، فيمزجونه بالماء ثم يشربونه).
٤ - وقال ابن زيد: (المنّ، عسل كان ينزل لهم من السماء). وقال عامر (١): (عسلُكم هذا جزءٌ من سبعين جزءًا من المن).
٥ - وقال وهب: (خُبْزُ الرُّقاق، مثل الذرة ومثل النَّقِيِّ).
٦ - قال السدي: (المن كان يسقط على شجر الزنجبيل).
٧ - وقال ابن عباس: (كان المنّ ينزل على شجرهم، فيغدون عليه، فيأكلون منه ما شاؤوا).
٨ - وقيل: المنّ هو الترنجبين.
٩ - وقيل: المنّ هو الذي يسقط على الثمام والعُشَر، وهو حلو كالعسل وإياه عنى الأعشى -ميمون بن قيس- بقوله:

لَوْ أُطْعِمُوا المنَّ والسَّلْوى مكانَهُمُ ما أبصر الناس طُعْمًا فيهم نَجَعا
١٠ - وقال عكرمة: (المنّ شيء أنزله الله عليهم مثل الظل، شبه الرُّبِّ الغليظ).
ووقع في شعر أمية بن أبي الصلت، حيث قال:
فَرَأى الله أنهم بِمَضِيعٍ لا بِذي مَزْرَعٍ ولا مَعمورًا
(١) هو عامر الشعبي التابعي الجليل.


الصفحة التالية
Icon