١ - قال ابن عباس: ﴿وَقَالوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً﴾، قال ذلك أعداء الله اليهود، قالوا: لن يدخلنا الله النار إلا تحلّة القسم، الأيامَ التي أصبنا فيها العجلَ: أربعين يومًا، فإذا انقضت عنّا تلك الأيام، انقطع عنا العذاب والقسم).
٢ - قال السدي: (قالت اليهود: إن الله يُدْخلنا النار فنمكث فيها أربعين ليلة، حتى إذا أكلت النار خطايانا واستنقتنا، نادى منادٍ: أخرجوا كُلَّ مختون من ولد بني إسرائيل.
فلذلك أمِرنا أن نختن. قالوا: فلا يَدَعون منا في النار أحدًا إلا أخرجوه).
٣ - قال أبو العالية: (قالت اليهود: إن ربنا عتب علينا في أمرنا، فأقسم ليعذِّبنا أربعين ليلة، ثم يخرجنا. فأكذبهم الله).
٤ - قال قتادة: (قالت اليهود: لن ندخل النار إلا تحلة القسم، عدد الأيام التي عَبَدْنا فيها العجل).
٥ - قال الضحاك: قال ابن عباس: (زعمت اليهود أنهم وجدوا في التوراة مكتوبًا أن ما بين طرفي جهنم مسيرة أربعين سنة، إلى أن ينتهوا إلى شجرة الزقوم، التي هي ثابتة في أصل الجحيم. وقال أعداء الله: إنما نعذَّب حتى ننتهي إلى شجرة الزقوم فتذهب جهنم وتَهْلِك. فذلك قوله تعالى: ﴿وَقَالوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً﴾.
في حين خفّض آخرون من يهود المكر والكفر مكوثهم في جهنم إلى سبعة أيام، كما:
٦ - قال مجاهد: (كانت اليهود تقول: إنما الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنما نعذَّب مكان كل ألف سنة يومًا). قال: (وقالوا لن تمسنا النار إلا أيامًا معدودة من الدهر. وسمّوا عِدّة سبعة آلاف سنة، من كل ألف سنة يومًا).
٧ - وقال ابن عباس: (قدم رسول الله - ﷺ - المدينةَ، ويهودُ تقول: إنما مدة الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنما يُعَذَّبُ الناس في النار بكل ألف سنة من أيام الدنيا، يومًا واحدًا في النار من أيام الآخرة، فإنما هي سبعة أيام، ثم ينقطع العذاب. فأنزل الله عز وجل في ذلك من قولهم: ﴿وَقَالوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً﴾ الآية).
وقوله: ﴿قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾.
التأويل: قل يا محمد لمعشر اليهود الذين يزعمون أنهم ناجون من النار بعد عدة


الصفحة التالية
Icon