أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله - ﷺ -: [من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ] (١).
ورواه أبو داود بلفظ: [من صنع أمرًا على غير أمرنا فهو ردٌّ] (٢).
وأخرج الإمام أحمد في المسند بسند صحيح عن أبي بَرْزَة رضي الله عنه عن النبي - ﷺ - قال: [إنما أخشى عليكم شهوات الغَيِّ في بطونكم وفروجكم، ومُضِلات الهوى] (٣).
١٧٠ - ١٧١. قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (١٧٠) وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (١٧١)﴾.
في هذه الآياتِ: وإذا قيل لهؤلاء الكفار اتركوا ما أنتم عليه من الضلال وأذعنوا للحق، قالوا بل نأتم بآبائنا فنمضي على ما وجدناهم عليه، مع أن آباءهم كانوا على جاهلية وليس لهم فهم ولا هداية. إن مثل الذين كفروا في جهلهم وضلالهم وغيهم كمثل الدواب السارحة التي لا تفقه ما يقال لها فإذا نعق بها راعيها ودعاها إلى ما يرشدها فإنها تسمع صوتًا ولا تمْقه قولًا ولا معنى.
قال ابن عباس: (دعا رسول الله - ﷺ - "اليهود من أهل الكتاب إلى الإسلام ورغَّبَهُم فيه، وحذرهم عقاب الله ونقمته، فقال له رافع بن خارجة، ومالك بن عوف: بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا، فإنهم كانوا أعلم وخيرًا منا! فأنزل الله في ذلك من قولهما: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ﴾.
(٢) حديث صحيح. أخرجه أبو داود في السنن (٤٦٠٦). وانظر تخريج الترغيب (١/ ٤٧) كتاب السنة.
الترهيب من ترك السنة وارتكاب البدع والأهواء. ورواه ابن ماجة في السنن (١٤).
(٣) حديث صحيح. رواه أحمد، ورواه الطبراني في "معاجمه الثلاثة". انظر صحيح الترغيب (١/ ٥٠).