والصوم في لغة العرب: الإمساك. قال الخليل: (الصوم قيام بلا عمل). والعرب تقول: صام الفرس، إذا قام على غير اعتلاف. وصام النهار، إذا قام قائم الظهيرة واعتدل. والصوم أيضًا ركود الرياح.
قال أبو عبيدة: (كل ممسك عن طعام أو كلام أو سَيْر فهو صائم).
وفي التنزيل: ﴿إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا﴾. قال ابن عباس: (صمتًا).
وأما الصوم في الاصطلاح الشرعي: فهو الإمساك عن الطعام والشراب والوقاع والمفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس مع النية.
ويدخل في ذلك اجتناب الغيبة والفحش والكذب وغير ذلك من سيِّيء الأخلاق.
فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي - ﷺ -: [من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامَهُ وشرابَهُ] (١).
وروى ابن خزيمة بسند حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - ﷺ -: [لا تسابَّ وأنت صائم، فإن سابك أحد فقل: إني صائم، وإن كنت قائمًا فاجلس] (٢).
وكذلك في صحيح ابن خزيمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - ﷺ -: [ربّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، وربّ قائم حظه من قيامه السهر] (٣).
وقوله: ﴿كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾.
فيه أقوال متقاربة:
١ - قال مجاهد: (كتب الله عز وجل صومَ شهر رمضان على كل أمة).
٢ - قال السدي: (أما الذين من قبلنا: فالنصارى، كتب عليهم رمضان، وكتب عليهم أن لا يأكلوا ولا يشربوا بعد النوم، ولا ينكحوا النساء شهر رمضان).
وقال الربيع: (كتب عليهم الصوم من العتمة إلى العتمة).

(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (١٩٠٣) كتاب الصوم. ورواه في كتاب الأدب (٦٠٥٧) بلفظ: [من لم يدع قول الزور والعمل به، والجَهْلَ، فليس لله حاجةٌ أن يدعَ طعامه وشرابَه].
(٢) حديث حسن. انظر تخريج صحيح الترغيب (١/ ١٠٧٥)، كتاب الصوم. ترهيب الصائم من الغيبة والفحش. وروى نحوه ابن حبان والحاكم بسند صحيح.
(٣) حديث صحيح. رواه ابن ماجة وابن خزيمة والحاكم والبيهقي. انظر المرجع السابق (١/ ١٠٧٦).


الصفحة التالية
Icon