قال ابن عباس: (الأيام المعدودات أيام التشريق، والأيام المعلومات أيام العَشْر).
وقال: (يعني بالأيام المعدودات، أيامَ التشريق، وهي ثلاثة أيام بعد النحر).
أخرج أبو داود والترمذي بسند صحيح عند عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله - ﷺ -: [يومُ عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق، هُنَّ عيدُنا أهل الإسلام، وهنَّ أيام أكلٍ وشرب] (١).
وفي صحيح مسلم ومسند أحمد عن نُبَيْشَةَ الهذلي قال: قال رسول الله - ﷺ -: [أيام التشريق أيام أكلٍ وشرب وذكر الله] (٢).
وفي المسند من حديث عبد الرحمن بن يَعْمَر الديلي: [وأيام منى ثلاثة، فمن تَعجّل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه]، وقد مضى بتمامه.
وعن عطاء، في قوله تعالى: ﴿فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾، قال: (لا إثم عليه في تعجيله، ولا إثم عليه في تأخيره).
وقال قتادة: (رخّص الله في أن ينفروا في يومين منها إن شاؤوا، ومن تأخر في اليوم الثالث فلا إثم عليه).
وقوله: ﴿لِمَنِ اتَّقَى﴾.
قيل: اللام متعلقة بالغفران، والتقدير: المغفرة لمن اتقى.
قال قتادة: (ذكر لنا أن ابن مسعود قال: إنما جعلت المغفرة لمن اتقى بعد انصرافه من الحج عن جميع المعاصي). وقال الأخفش: (التقدير: ذلك لمن اتقى).
وقال بعضهم: لمن اتقى يعني قتل الصيد في الإحرام وفي الحَرَم. وقيل: التقدير الإباحة لمن اتقى، وقيل: السلامة لمن اتقى. وقيل: هي متعلقة بالذكر في قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا﴾ أي الذكر لمن اتقى. ذكر ذلك القرطبي.
وقوله: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.
تأكيد على التقوى، ففيها النجاة يوم الحشر من أهوال القيامة ونار جهنم.

(١) حديث صحيح. أخرجه أبو داود في السنن (٢٤١٩)، والترمذي في الجامع (٧٧٣)، وأخرجه أحمد في المسند (٤/ ١٥٢)، وغيرهم.
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم (١١٤١)، وأحمد (٥/ ٧٥)، وأبو داود (٢٨١٣)، وغيرهم.


الصفحة التالية
Icon