مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} الآية، فلما رآه النبي - ﷺ - قال: أبا يحيى ربح البيع، قال: وتلا الآية] (١).
قلت: والآية باقية في حق كل مجاهد في سبيل إعلاء دين الله في الأرض، يبذل ماله ودنياه من أجل ذلك، ويرخص أمامه كل ثمين لرؤية أمر الله يعلو في أرجَاء هذه الدنيا.
وقوله: ﴿وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾.
يعني: والله ذو رحمة وحسن استقبال لمن كان همّه الآخرة والجهاد في سبيل الله وتحكيم شرعه في الأرض.
٢٠٨ - ٢٠٩. قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٢٠٨) فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢٠٩)﴾.
في هذه الآيات: يأمر الله تعالى عباده المؤمنين بالتزام شرائع الإسلام جملة، واجتناب خطوات الشيطان وَسُبُله كلها، فإنه عدو بيِّنُ العداوة للمؤمنين. ثم يحذر سبحانه من العدول عن الحق بعد بيان حججه وبراهينه، بأنه عزيز في نقمته، حكيم في أمره وقدره.
فعن ابن عباس: ﴿ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ﴾ قال: يعني الإسلام). وقال الربيع: (يعني الطاعة).
وقال قتادة: (الموادعة). وقال مجاهد: (﴿كَافَّةً﴾: أي اعملوا بجميع الأعمال ووجوه البرِّ).
وقوله: ﴿لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾.
يعني: طرائقه وسبله وآثاره.
وقوله: ﴿إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾.
قال مطرِّف: (أغشُّ عباد الله لعبيد الله الشيطان).