أكبر كبيرًا" ثلاثًا، "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه" ثم يقرأ] (١).
الحديث الثاني: أخرج ابن ماجة في السنن -كتاب الصلاة- باب الاستعاذة في الصلاة، عن ابن مسعود: [عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم، وهَمْزِه ونَفخهِ ونفثه". قال: هَمْزُهُ الموتَةُ، ونَفْثُهُ الشِّعْرُ، ونَفْخُهُ الكِبْرُ] (٢).
ويُسَنُّ الإسرار بالتعوذ في الصلاة، كما يُسَنُّ تكرار الاستعاذة قبل القراءة في كل ركعة، فمن اكتفى بالاستعاذة قبل القراءة في الركعة الأولى كفاه عن الصلاة كلها.
ويكفي قود: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، وهو قول الشافعي وأبي حنيفة، فإن زاد: "أعوذ بالله السميع العليم" أحيانًا فقد وافق بذلك السنة.
ب- الاستعاذة عند القراءة خارج الصلاة.
الاستعاذة للتلاوة خارج الصلاة واجبة كذلكَ لِعمومِ قوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ [النحل: ٩٨]، وفيها طهارة للفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث، وتطييب له وتهيّؤ لتلاوة كلام الله.
وأما أثناء الاستشهاد ببعض آيات القرآن أثناء خطبة أو درس علم فما ثبت ذلكَ في المرفوع.
وقد كان يتلو النبي -صلى الله عليه وسلم- آيات دون الاستعاذة كما ثبت ذلك في السنة الصحيحة.
الحديث الأول: روى مسلم في صحيحه عن سهل بن سعد الساعدي قال: [شهدتُ من رسول الله مَجْلِسًا وصفَ فيهِ الجنة، حتى انتهى، ثم قال -صلى الله عليه وسلم- في آخِرِ حديثه: "فيها ما لا عينٌ رأتْ، ولا أُذُنٌ سمعت، ولا على قلب بَشَرٍ خَطَرَ" ثم قرأ هذه الآية: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (١٦) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: ١٦ - ١٧] (٣).
الحديث الثاني: أخرج البخاري عن عائشة زوجِ النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: [لمَّا أُمِرَ
(٢) حديث صحيح. أخرجه ابن ماجة في السنن (٨٠٨). انظر صحيح ابن ماجة- حديث رقم- (٦٥٨).
(٣) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح- حديث رقم- (٢٨٢٥)، كتاب الجنة، وصفة نعيمها وأهلها، من حديث سهل بن سعد الساعدي.