سياق الموت (١) -: (لقد شهدت كذا وكذا موقفًا، وما من عضوٍ من أعضائي إلا وفيه رمية أو طعنة أو ضربة، وها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت العَيْر! ! فلا نامت أعين الجُبناء).
وقوله: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً﴾.
قال قتادة: (يستقرضكم ربكم كما تسمعون، وهو الولي الحميد ويستقرض عباده).
وقال ابن زيد: (هذا في سبيل الله، ﴿فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً﴾: بالواحد سبع مئة ضعف). وقيل: ﴿قَرْضًا حَسَنًا﴾: هو النفقة في سبيل الله. وقيل: هو النفقة على العيال، وقيل: هو التسبيح والتقديس. وقد جاءت السنة الصحيحة بنحو هذا في أحاديث:
الحديث الأول: أخرج ابن ماجة بسند صحيح عن زيد بن خالد، عن النبي - ﷺ - قال: [من جهّز غازيًا دي سبيل الله، كان له مثلُ أجره، من غير أن ينقُصَ من أجر الغازي شيئًا] (٢).
الحديث الثاني: أخرج البيهقي بسند صحيح عن ابن مسعود، قال رسول الله - ﷺ -: [من أقرض ورِقًا مرَّتين، كان كعدلِ صدقة مرّةً] (٣).
وله شاهد عند الإمام أحمد وأبي يعلى بلفظ: [إن السَّلف يجري مجرى شطْرِ الصّدقة].
مما يدل على فضل القرض الحسن، وأنه يعدل التصدق بنصفه.
الحديث الثالث: أخرج الإمام أحمد والترمذي بسند صحيح عن خُرَيْم بن فاتك عن النبي - ﷺ -: [من أنفق نفقة في سبيل الله، كُتبت له سبع مئة ضعف] (٤).
وفي التنزيل: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي
(٢) حديث صحيح. أخرجه ابن ماجة (٢٧٥٩) - كتاب الجهاد - باب من جهز غازيًا. انظر صحيح ابن ماجة (٢٢٢٩). وانظر صحيح الجامع (٦٠٧٠)، وتخريج الترغيب (٢/ ٩٦).
(٣) حديث صحيح. أخرجه البيهقي (٣/ ٣٥٣)، وانظر مسند أحمد (١/ ٤١٢) للشاهد بعده. ومسند أبي يعلى (٣/ ١٢٩٨)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (١٥٥٣).
(٤) حديث صحيح. أخرجه أحمد، والترمذي (١٦٢٥). ورواه النسائي والحاكم. انظر صحيح الجامع (٥٩٨٦)، وصحيح سنن الترمذي (١٣٢٦)، وصحيح النسائي (٢٩٨٥).