بالملك، فاعترضوا وكان أولى بهم طاعة نبيهم وترك مجادلته، فأجابهم نبيهم: ﴿وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ﴾ أي: اختاره من بينكم ليقودكم، ﴿وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ﴾: أي: وأعطاه مع ذلك علمًا يقضي به ونبلًا وصلابة في الجسم لتحمل مشاق الحروب. ﴿وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ﴾: قال مجاهد: (سلطانه). وقال وهب بن منبه: (الملك بيد الله يضعه حيث يشاء، ليس لكم أن تختاروا فيه).
وقوله: ﴿وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾.
أي: واسع الفضل يعلم حيث يضع الملك والقوة والعلم والسلطان في عباده.
٢٤٨. قوله تعالى: ﴿وَقَال لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٤٨)﴾.
في هذه الآية: أخبرهم نبيهم أن علامة بركة ملك طالوت عليهم استرداد التابوت الذي سُلب منهم، وبقية من آثار موسى وهارون تجيء به الملائكة.
وقوله: ﴿فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ﴾.
قال قتادة: (أي: وقار)، وقال الربيع: (رحمة)، وقوله: ﴿وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ﴾. قال ابن عباس: (عصاه، ورضاض الألواح).
قال عكرمة: (والتوراة). وقال عطية بن سعد: (عصا موسى، وعصا هارون، وثياب موسى، وثياب هارون، ورضاض الألواح). وقال الثوري: (ومنهم من يقول: العصا والنعلان).
وقوله: ﴿تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ﴾.
قال ابن جريج: قال ابن عباس: (جاءت الملائكة تحمل التابوت بين السماء والأرض حتى وضعته بين يدي طالوت والناس ينظرون). وقال السدي: (أصبح التابوت في دار طالوت، فآمنوا بنبوة شمعون، وأطاعوا طالوت).
وقوله: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ﴾.
أي: تثبت النبوة لنبيهم، ووجوب طاعته في اختياره لهم طالوت على الجيش والقيادة. ﴿إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾. أي: بالله واليوم الآخر.