أسلم، قال: إني أجدني كارهًا. قال: وإن كنت كارهًا] (١). قال ابن كثير: (فإنه لم يكرهه النبي - ﷺ - على الإسلام، بل دعاه إليه، فأخبره أن نفسه ليست قابلة له، بل هي كارهة، فقال له: أسلمْ وإن كنت كارهًا، فإن الله سيرزقك حسن النية والإخلاص).
وقوله: ﴿وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.
قال القرطبي: (ولما كان الكفر بالطاغوت والإيمان بالله مما ينطق به اللسان ويعتقده القلب حسن في الصفات "سميع" من أجل النطق "عليم" من أجل المعتقد).
٢٥٧. قوله تعالى: ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٢٥٧)﴾.
في هذه الآية: تقرير ولاية الله تعالى للمؤمنين، يخرجهم من ظلمات الجاهلية والكفر إلى نور العلم والإيمان، والذين كفروا في ظلمات الكفر وعبادة الطاغوت وفي النار هم خالدون.
قال الخطابي: (الولي الناصر ينصر عباده المؤمنين). وفي التنزيل: ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا﴾. وقال: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ﴾ [محمد: ١١].
وقال قتادة: (الظلمات الضلالة، والنور الهدى). وقال الحسن: (الطواغيت: الشياطين).
وقوله: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ﴾.
قال ابن القيم: (فأولياؤهم يعيدونهم إلى ما خلقوا فيه من ظلمة طبائعهم وجهلهم وأهوائهم، وكلما أشرق لهم نور النبوة والوحي وكادوا أن يدخلوا فيه، منعهم أولياؤهم منه وصدّوهم، فذلك إخراجهم من النور إلى الظلمات).
أخرج ابن حبان في صحيحه، وأحمد في مسنده، بسند صحيح، عن عبد الله بن