بـ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾] (١).
قال ابن القيم رحمه الله: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يجهر بـ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ تارة، ويخفيها أكثر مما يجهر بها، ولا ريب أنه لم يجهر بها دائمًا في كل يوم وليلة خمس مرات أبدًا حضرًا وسفرًا ويخفى ذلك على خلفائه الراشدين وعلى جمهور أصحابهِ وأهل بلده في الأعصار الفاضلة).
والخلاصة: البسملة آية من الفاتحة وقراءتها واجبة، واستقر الأمر على الإسرار بها، وذهب إلى الإسرار بها من العلماء أبو حنيفة والثوري وأحمد بن حنبل. وهو مروي عن عمر وعلي وابن مسعود وعمار وابن الزبير من الصحابة.
ج- فضل البسملة:
لقد ثبت فضل البسملة في أحاديث من السنة الصحيحة، ونَدَبَ الشرع إلى ذكرها في أول كل فعل، كالأكل والشرب والنحر، والجماع والطهارة وركوب البحر، وغير ذلك من المباحات أو أعمال البر. وتفصيل ذلك:
الحديث الأول: أخرج البخاري ومسلم وأصحاب السنن من حديث عمر بن أبي سلمة -أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: [يا غلام! سَمِّ الله وكُلْ بيمينك وكلْ مما يليك] (٢).
الحديث الثاني: أخرج البخاري ومسلم وابن ماجة وابن حبان عن جُنْدُب قال: [صَلَّى النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم النَّحر ثم خطبَ، ثم ذبَحَ وقال: مَنْ ذبَحَ قبل أَنْ يُصَلِّي فَلْيَذْبح أخرى مكانها، ومَنْ لم يذبح فليذبَحْ باسم الله] (٣).
الحديث الثالث: أخرج أحمد والشيخان وأهل السنن عن ابن عباس: يبْلُغُ بهِ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: [لَوْ أنَّ أحدكُمْ إذا أتى أهلهُ قال: بسم الله، اللهم جَنبنَا الشيطان، وجَنِّب الشيطانَ ما رزقتنا، فقُضِيَ بينهما ولد لم يضُرَّه] (٤).

(١) حديث صحيح. أخرجه النسائي (٢/ ١٣٤)، وابن خزيمة (٤٩٥)، وابن حبان (١٧٩٩).
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٣٣٧٦)، ومسلم (٢٠٢٢)، وأبو داود (٣٧٧٧)، والترمذي (١٨٣٨)، والنسائي (٢٧٨)، وا بن ماجة (٣٢٧٦)، ومالك (٢/ ٩٣٤).
(٣) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٩٨٣) -كتاب العيدين-، وأخرجهُ كذلكَ برقم (٥٥٠٠)، وأخرجه مسلم (١٩٦٠)، وابن ماجة (٣١٥٢)، وابن حبان (٥٩١٣).
(٤) حديث صحيح. أخرجه البخاري (١٤١) -كتاب الوضوء- باب التسمية على كل حال وعند الوقاع -، وأخرجهُ كذلكَ برقم (٣٢٧١)، كتاب بدء الخلق، وكذلكَ برقم (٥١٦٥) -كتاب النكاح-، ورواه مسلم (١٤٣٤)، وأحمد (١/ ٢١٧)، وأبو داود (٢١٦١)، والترمذي (١٠٩٢)، والنسائي في=


الصفحة التالية
Icon